تشهد قوائم مبيعات المكتبات الأمريكية كما كبيرا في الكتب الإرشادية التربوية التي تخاطب اهتمامات الأسرة في عموم الغرب من ناحية كيفية التعامل مع الأطفال. غير أن عددا من هذه الكتب الصادرة حديثا تتميز عن غيرها من الكتب التربوية السابقة باستيعاب المزيد من قضايا تربية الأطفال. وتدور المواضيع المطروحة في كتاب مثل (مرشد الأمهات) لسوزان بيرنارد حول التدريبات الأولى لكيفية استخدام الطفل المرحاض وتعليمه كيفية عبور الشارع العام والأوقات التي ينبغي عليه مشاهدة أفلام التلفزيون وما ينبغي عليه أن يشاهده من أفلام الترفيه. ويساهم العديد من خبراء التربية في أمريكا وعلماء سلوك الطفل وعلماء الاجتماع وغيرهم في التقديم لمعظم فصول الكتاب، مستندين إلى تجاربهم وخبراتهم الخاصة، فيما تهتم المؤلفة سوزان بيرنارد بمسألة طرح وشرح كافة هذه الخبرات والتجارب التربوية. وتميل الكاتبة بيرنارد من خلال كتابها لذي صار جزءا من التاريخ إلى تشجيع وتنمية (الفردية) من خلال مراحل تطور الطفل في طريقه إلى النضج. وتقول الكاتبة إن هدفها يتمثل في مساعدة الوالدين إكساب أطفالهم هوية فردية مستقلة. ويتلاءم الكتاب مع التوجهات الاجتماعية بالنسبة لشباب الغرب ممن يقدمون على تجربة الإنجاب في سن مبكرة نسبيا. لكن القصة المثيرة للجدل أن كتابا على هذا النحو أصبح اليوم عديم الجدوى في ضوء صدور كتاب ثوروي آخر يتناقض معه في ضوء اختلاف ضوابط الطقس التربوي، هناك الآن مثلا كتاب «أمهات وأبناء» لمؤلفته بابيت سميث، ففي هذا الكتاب ترى المؤلفة أن الأنوثة في الغرب قد أخفقت في تنمية روح الأمومة التي يمكن من خلالها إعادة نتاج جيل آخر وفق منظومة تربوية بناءة في إطار علاقة الأم بالأبناء. ففي أول فصلين من كتاب أمهات وأبناء تتحدث المؤلفة عن الأمهات لمرحلة ما بعد الحرب الثانية وفيما يليه تتحدث عن جيل المواليد لنفس المرحلة وذلك من خلال استعراض نماذج تربوية تؤكد عكس النتائج التي جرى استخلاصها من خلال المرشد الجديد للأمهات لدى كاتبة مثل سوزان بيرنارد. ويستند كتاب أمهات وأبناء لبابيت سميث على عينة من المقابلات مع كل من الأمهات والأبناء وفق نموذجين أسترالي وإنجليزي، ومعظمهم الفئات التي اختارتهم المؤلفة ينتمون إلى الطبقة الوسطى. وقد توصلت من خلال دراسة نماذج متباعدة إلى وجود تغيير أكيد في نمط العلاقة بين الأبناء والأمهات. ولذلك تعتقد المؤلفة بابيت أن هذا الكتاب ربما يكون جديرا بالنفع في وقت يعتبر فيه سوء التفاهم من بين سمات الاضطراب بين مناخ النموذج العائلي السائد. ويلاحظ أن المؤلفة بابيت تستخدم المقياس التاريخي لرصد التردي التربوي في علاقة الأبناء بالأمهات والعكس، حيث تكثف من انتقادها لجيل ما بعد الستينيات، إذ أن الجيل السابق بطي الثقافة التربوية لمرحلة ما بعد الحرب الثانية ربما يكون فيه بعض الدفء، قياسا بالجيل الآيل إلى آخر نسخة شملها بحث علاقة الأبناء بالأمهات. The truth about son-mother relationships Babette smith ِAmazon.com