يخيم الظلام على مركز الأخاشيم المبتعد عن محافظة شرورة 30 كيلو مترا إلى الشرق بسبب عدم وجود خدمة الكهرباء. ويحلم السكان منذ سبعة أعوام أكثر من ثلاثة آلاف نسمة بوصول الكهرباء إلى منازلهم، على الرغم من مضي فترة طويلة على قيام مركزهم، إثر توقيع اتفاقية ترسيم الحدود السعودية اليمنية. حيث نقلت من المنطقة القديمة من الجانب اليمني إلى داخل الحدود السعودية، فتم اختيار وإقامة المنطقة الجديدة بتوجيهات من أمير منطقة نجران السابق الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز الذي أمر في حينه بإيصال كافة الخدمات إلى مركز الأخاشيم الجديد. ورغم ذلك لم يتم تنفيذ الخدمات لسكان يعيشون وسط حرارة صحراء الربع الخالي، حيث تقع الأخاشيم في عمق الصحراء الأكبر في العالم، ومن أجل المسنين والأطفال عمد الأهالي إلى جلب مولدات كهرباء صغيرة على نفقتهم أو من فاعلي الخير تكفي بالكاد لإضاءة منازلهم ليلا، فيما يجبرون لأداء صلاة الجمعة بدون سماع الخطبة لعدم وجود كهرباء لمكبرات الصوت، كما يواجه المواطنون مشكلة عدم توصيل المياه من البئر التي حفرت لهذا الغرض باستئجار صهاريج مياه لنقل الماء لمنازلهم. وتقدم الأهالي بالعديد من الشكاوى لمحافظ شرورة الذي وعدهم في كل مرة بالبت في طلباتهم ولكن دون أن تترجم تلك الوعود، إذ بقيت حبيسة الأدراج في الجهات المعنية. وهنا يقول صالح الصيعري من سكان الأخاشيم «إن مركز الأخاشيم يقع وسط صحراء قاحلة يصعب العيش فيها بدون وجود خدمات تساعد المواطن في أن يعيش حياته اليومية بدون عناء وتسهل عليه مزاولة أعماله، والحياة تزداد صعوبة لعدم وصول الكهرباء إلى منازلنا وقد تعبنا من الانتظار والوعود». وكانت شركة الكهرباء قد تعاقدت مع شركة لتنفيذ مشروع توصيل الكهرباء من محطة محافظة شرورة التي تبعد عن الأخاشيم 30 كيلو مترا، ولكن الشركة لم تباشر عملها حتى الآن، لذا يطالب السكان تزويد المركز بمولدات صغيرة متحركة لمساعدة المواطنين وإيصالها أيضا للمدارس لحين تنتهي الشركة المنفذة للمشروع المتوقف. ويشير أحد كبار السن، وهو سالم مرقعان الصيعري إلى أن الأمل منظور في الخلاص من نقص الخدمات في الأخاشيم، «نريد من المسؤولين أن يعينونا على قساوة الصحراء، فنحن من كبار سن وأطفال يصعب علينا العيش والحاجة للكهرباء مهمة جدا، فالأمل معقود في المسؤولين لكن عليهم أن يضغطوا على الشركة لإيصال الكهرباء». وحول المولدات التي تتوافر في المركز، قال سالم مرقعان «المولدات تكلفنا الديزل وصيانة أكثر مما تعطينا من كهرباء فهي تنقطع دائما وأعطالها كثيرة وصيانتها مكلفة». ويرى مسلم دحيم الصيعري إلى أن النقص في الأخاشيم لا يتوقف على الكهرباء، «أزمتنا لا تنحصر في الكهرباء فقط، ولكنها تمتد إلى أبعد من ذلك، فلا يوجد لدينا أية خدمات فلا مستوصف أو مركز رعاية أولية وتحاصرنا الرمال من كل مكان، وكل هذه النواقص تحتاج إلى معالجات جذرية عاجلة». من جهته، أوضح محافظ محافظة شرورة المهندس صالح بالحارث أنه اعتمد مشروع إيصال التيار الكهربائي إلى المركز وأرسي على إحدى الشركات المنفذة منذ أكثر من سنة، وقد خاطبنا المقاول لأكثر من مرة للبدء في المشروع إلا أنه لم يستجب متحججا بأن عقد التنفيذ لمدة سنتين ولازال لديه الوقت الكافي حسب بنود العقد. وأكد بلحارث أنه سوف يواصل مع المقاول مطالبته «البدء في العمل حتى تصل الكهرباء لكل منزل في الأخاشيم ونحن ملزمون بذلك».