نجح منتخبنا للشباب في الوصول إلى بطولة العالم للشباب في كولمبيا، وهو نجاح يستحق الاحتفاء، ولكنه بكل أسف أخفق في الحصول على كأس القارة الصفراء، وللنجاح والفشل معطيات تحتاج لدراسة متجردة، لإعداد هذا المنتخب الشاب، ليمثل الوطن في مونديال كولمبيا خير تمثيل، وليكون رافدا فنيا مهما للمنتخب الأول، إذا تأهل لمونديال أمريكا القادم إن شاء الله.. منتخبنا الشاب لم يظهر بالصورة التي تتوافق والإمكانات الفنية للمواهب المتعددة في قائمته، فالفريق خسر من الصين ومن أستراليا؛ لذا يجب أن لا يعمينا التأهل لكأس العالم عن قراءة واقع المنتخب قراءة عادلة، تتبين أسباب الخسارتين، لأننا في كولمبيا سنقابل فرقا تفوق أستراليا والصين، بل تفوق واقع الكرة الآسيوية بأسرها بمراحل طويلة.. الدراسة يجب أن تستهدف مرحلة الإعداد لكأس آسيا للشباب، هل كانت مثالية ويمكن استنساخها لإعداد المنتخب للمونديال القادم؟ الجهاز الإداري الحالي هل هو مؤهل لقيادة المرحلة الأهم إداريا؟، خصوصا أن معالجته لمشكلة اللاعب فهد اليامي العابرة جاءت انفعالية ومدفوعة بالتسرع وغياب الخبرة المعينة، ثم نأتي للأهم وهو الجهاز الفني بقيادة المدرب القدير خالد القروني، والذي نجح نسبيا بما يتوافق مع قدراته وخبرته، وكانت له أخطاء في التشكيل في أكثر من مباراة، وقد تحدث النقاد في القنوات عن هذه الأخطاء في أكثر من مباراة، بل إن البعض منهم ذهب لأبعد من ذلك، عندما ألمح ضمنيا إلى أن القروني لم يستطع الاستفادة من قدرات لاعبيه الفنية بالشكل الصحيح.. يبقى الحكم على إيجابيات وسلبيات مشاركة المنتخب الشاب في كأس آسيا من اختصاص الاتحاد السعودي لكرة القدم، فهو الأقدر على تقييم مشاركة منتخبنا الشاب، ولكن يجب أن نشير إلى أن الكرة السعودية بحاجة إلى العودة لمكانتها القارية والدولية، وهذه العودة تحتاج إلى المكاشفة ومواجهة الأخطاء بعيدا عن المجاملة، أو الانحناء لبعض الشعارات الجزئية التي قد تسقط الشعار الأهم والمتمثل بضرورة حضور منتخبنا الشاب في كولمبيا بصورة مشرفة.. الاستعانة بجهاز إداري يتمتع بقدرات عالية، وكذلك استقدام مدرب عالمي صاحب خبرة عريضة وإنجازات معتبرة، لا يقلل من قيمة الأجهزة الفنية والإدارية التي أشرفت على المنتخب الشباب في بطولة آسيا، بل يمثل ارتقاء حتميا يتواءم مع أهمية المرحلة القادمة، فالطريق إلى القارة البعيدة بشطريها الجنوبي والشمالي قطعنا مساره المؤدي إلى كولمبيا، وبقي أن نعد العدة لحضور مشرف هناك، وبقي المسار الأهم المؤدي لأمريكا الشمالية، الذي يجب أن نخطط بعناية لكيفية عبوره بلا عثرات تحرمنا الوصول، وتدخلنا في أزمة ثقة، خصوصا ونحن لم نخرج بعد من أزمة عجزنا عن الوصول لجوهانسبيرغ، فهذا الخروج المرير ما يزال طعمه مرا في حلوقنا، بالرغم من أن الأيام قد أزاحته إلى خلفية مشهدنا الرياضي، ولكنه لن يغادر المشهد إلا بالوصول لمونديال أمريكا.