تطورت دوافع وأساليب المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال، من مجرد مبادرات طوعية في أعمال الخير، إلى تمويل فعاليات خدمة المجتمع، مثل التبرعات للمشاريع والمؤسسات العامة، والمساهمة في التوظيف، وتضمين مصلحة المجتمع في حسابات الربح والخسارة. ثم تطورت المفاهيم لتعيد تشكيل الأعمال التطوعية والمسؤوليات الاجتماعية لتأخذ شكل تنظيمي ومؤسسي له خطة وأهداف محددة في إطار احترام حقوق الإنسان، وحقوق العاملين، وحقوق البيئة، واحترام الالتزام بتجنب أي معاملات بها شبهة فساد. وأخيرا تبني سياسات أكثر إيجابية من خلال دعم وتحفيز ابتكارات وسبل جديدة تضمن استدامة التنمية. ولهذا تتسابق شركات القطاعات الاقتصادية لتبني التقنيات الخضراء وتعزيز استخداماتها في حياة الناس، فتتنافس شركات القطاع الزراعي لدعم أي ابتكارات في مجال التقنيات الزراعية، وتحفز شركات قطاع الطاقة ومراكز البحوث لابتكار منتوجات وتقنيات الطاقة النظيفة والبديلة. ويذخر قطاع الإسكان والتشييد بابتكارات تقنيات المباني الخضراء وتصميم بيوت ذكية متوافقة مع البيئة ومتدنية التكاليف. ويسعى القطاع الصناعي إلى تطوير صناعة ذات جودة عالية وفي الوقت نفسه تحقق المتطلبات البيئية والتقنية والاقتصادية خلال دورة حياة المنتج ابتداء من عملية تصميم المنتج، وتجهيز المواد الخام، ثم خلال مراحل إنتاج مبتكره وتقلل من الملوثات البيئية والمخلفات، وصولا إلى المستهلك بجانب دعم سبل إعادة التدوير للمنتوجات والمخلفات. مثلا، شركات إنتاج مساحيق التنظيف ابتكرت وسيلة لتزيد من الفعالية من كمية أقل في عبوة أصغر، ومصانع المشروبات طورت عبوات قابلة للتحلل أو للتدوير. وتتسابق شركات قطاع الصناعات الإلكترونية في تطوير الأجزاء الداخلية للأجهزة بشكل يتوافق مع متطلبات حماية البيئة مثل ابتكار بديل عن مادة الرصاص السامة في مكونات اللحام، لوصل الجزيئات الإلكترونية ببعضها البعض وتثبيتها على لوحة خاصة. وكذلك مادة ترطيب المعادن التي تستخدم في تلميع أو تنظيف سطح اللوحة، وابتكار بديل يستخرج من مواد نباتية مثل الصويا والذرة ليحل محل مادة الطلاء المستخرج من النفط، والتي تطلى بها اللوحة الإلكترونية بعد تركيبها، لحماية الأجزاء الإلكترونية من الغبار والرطوبة. وفي قطاع الضيافة تتنافس الشركات لتحقيق تخفيضات كبيرة وملموسة في تأثيرها السلبي على البيئة، فاستهدفت فيرمونت للفنادق والمنتجعات تخفيض 20 في المائة في انبعاثات غازات الكربون بحلول عام 2013، وفنادق ماريوت بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2017، وكذلك مجموعة فنادق إنتركونتننتال، لتحقيق وفورات في الطاقة تصل إلى 25 في المائة من خلال «نظام الأخضر» في فنادقها على مستوى العالم، وتستهدف مجموعة فنادق ستاروود تخفيض 30 في المائة في استخدام الطاقة، وبنسبة 20 في المائة في استهلاك المياه بحلول عام 2020.