هل يمكن إدراك المصلي الجماعة بركعة واحدة فقط؟ سؤال يتردد على ألسنة كثيرين؛ فالملاحظ من البعض انتظارهم لحين تسليم الإمام للصلاة إذا أوشك على التسليم ليصلوا في جماعة ثانية.. «عكاظ» استعرضت أقوال العلماء المتعلقة بإدراك الجماعة .. فإلى التفاصيل: ركعة واحدة الشيخ عبد العزيز بن باز «يرحمه الله» قول النبي صلى الله عليه وسلم «ما أدركتم فصلوا»، يعم من أدرك الإمام في التشهد، ولكن لا تدرك الجماعة إلا بركعة لقوله صلى الله عليه وسلم «من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة»، فهي تدرك بركعة الجماعة، ولكن إذا كان معذورا حين تأخر يكون له فضل الجماعة ولو ما أدركها بالكلية، إذا تأخر عن عذر شرعي كقضاء حاجة الإنسان لما أراد الذهاب إلى المسجد نزل به حاجة الإنسان من بول أو غائط فتأخر من أجل ذلك أو غير ذلك من الأعذار الشرعية فله فضل الجماعة، ولكن لا تدرك الجماعة بغير عذر في إدراك التشهد ولكن بركعة فأكثر، وإذا كانوا جماعة وصلوا وحدهم فلا بأس، وإن دخلوا مع الإمام في التشهد فلا بأس، الأمر واسع، إن دخلوا معه لعموم قوله: «ما أدركتم فصلوا» فلا بأس، وإن صلوا وحدهم لأن الصلاة ما بقي منها إلا التشهد فلا حرج، إنما فضيلة الجماعة لابد أن تكون بركعة. يمكن القطع جميع إدراكات الصلاة لا تكون إلا بركعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم «من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة». فصلاة الجماعة لا تدرك إلا بإدراك ركعة كاملة، ولكن إدراك ما دون ركعة خير بعدم الإدراك بالكلية، وعلى هذا فإذا أتى والإمام في التشهد الأخير فالأولى الدخول معه ما لم يعرف أنه يدرك جماعة أخرى، فإن عرف ذلك لم يدخل مع الإمام وصلى مع الجماعة الأخرى سواء كانت جماعة لفي مسجد آخر أو في المسجد الذي أدرك فيه إمامه في التشهد الأخير. وإذا قدر أن دخل مع الإمام في التشهد الأخير ثم حضرت جماعة فله قطع الصلاة ليدرك صلاة الجماعة من أولها في الجماعة الأخرى، وله أن يكمل صلاته وحده. إدراك الركوع الدكتور عبد الكريم الخضير «عضو هيئة كبار العلماء» قال: «إذا أدرك المصلي الإمام وانحنى معه ووافقه في جزء من هذا الركوع فإنه يكون مدركا للركوع، وبه تدرك الركعة، واستدل بهذا الحديث من يقول: إن الجماعة لا تدرك إلا بركعة، أقل من ركعة لا تسمى جماعة، وهذا ما يختاره شيخ الإسلام ابن تيمية أن الجماعة لا تدرك إلا بإدراك ركعة كاملة، فإذا أدرك الركوع في الركعة الأخيرة أدرك الجماعة، وإذا فاته الركوع فاتته الجماعة، فهو في حكم المنفرد، وأكثر العلماء على أن الجماعة تدرك بإدراك جزء منها، ولذلك في كتب الحنابلة من كبر تكبيرة الإحرام قبل سلام إمامه التسليمة الأولى أدرك الجماعة ولو لم يجلس». وحول السؤال عمن جاء والإمام رافع من الركعة الأخيرة، هل يدخل معه أو ينتظر جماعة أخرى؛ ليكون مدركا لها بيقين؟ يجيب عن هذا السؤال حديث (إذا جاء أحدكم والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام) يدل على أنه يدخل ولو في التشهد، لا سيما على قول من يقول: إن الجماعة تدرك بإدراك أي جزء من الصلاة، أما من يقول: إن صلاة الجماعة لا تدرك إلا بركعة، ويغلب على ظنه أنه يلحق بجماعة أخرى، فيكون مدركا لها بيقين فهؤلاء يقولون: ينتظر؛ ليدرك الجماعة بيقين».