أحيانا تشعر بدهشة مخلوطة بغبن وأنت تقرأ بعض الأخبار، كذاك الخبر الذي يتحدث عن المجمع الأكاديمي للطالبات التابع لجامعة جازان، فما إن بدأ العام الدراسي الجديد الذي لم يكمل أسبوعه الثالث إلا وبدأ البلاط يتساقط من السقف واكتشفت تشققات داخلية في المبنى، مما دفع الطالبات للفزع، فتدخل الدفاع المدني وتم الإخلاء. هذه الدهشة اختلطت بالغبن بسبب تصريح مدير جامعة جازان الدكتور محمد آل هيازع لصحيفة عكاظ، إذ أكد المدير أنه تم تكليف عدد من المكاتب الهندسية للشخوص على المبنى وإعطاء تقارير واضحة وشفافة ودقيقة عن مدى صلاحيته للدراسة، والأخطاء التي قد تحدث فيما لو استمرت الدراسة في المبنى، وجزم بأن الحادثة لا تتجاوز سقوط بلاط من السقف المستعار، مما تسبب في هلع الطالبات، بمعنى أن القضية لا تستحق كل هذا الضجيج. وطالما الأمر بسيط ولا يستحق الهلع، لماذا منع رجال أمن الجامعة الإعلاميين من تصوير ذاك الأمر البسيط والتافه الذي لا يستحق الهلع ولا التصوير؟ أحيانا أيضا تتساءل: أليس مثل هذه الأمور من البداهة الإدارية، وأنه من المفترض أن يتم الكشف على المبنى ومدى صلاحيته في فترة الصيف؛ ليتم إصلاح الأعطال قبل بداية العام الدراسي، فلماذا لم تحدث هذه البداهة الإدارية؟ ولماذا دائما تخرج التبريرات اللامبالية حين يحدث خلل ما؟ أقول: لا مبالية، لأن الإصابات التي استقبلها مستشفى جازان 8 حالات حسب تصريح الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية «جبريل القبي»، وهلع العاملات والطالبات كان واضحا، وتعطلت الدراسة لأن الدفاع المدني طالب بإغلاق المبنى للتأكد من صلاحيته، وكل هذه الأمور بالنسبة لمدير جامعة جازان الدكتور محمد آل هيازع أمر بسيط؟ ما أود معرفته من المدير الذي طلب من رجال أمن الجامعة منع دخول مصوري الصحف، والذي يرى أن إصابة 8 طالبات وهلع البقية وتعطيل الدراسة أمور بسيطة، ما هي الكارثة في نظر مدير الجامعة؟ وهل كان على الطالبات والعاملات ألا يصبن بالهلع إلى أن يقع المبنى فوق رؤوسهن؟ وهل يعتقد المدير أنه من المفترض أن تكف الصحف عن حشر أنفها، وألا ترسل مراسليها ومصوريها في قضايا تافهة بالنسبة له؟ وكم عدد الإصابات التي يمكن لها جعل ما حدث ينتقل من البسيط إلى الكارثة؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة