تردد صوت الشاعر محمد الثبيتي البارحة الأولى في جنبات بلاد بني سعد «مسقط رأسه» في جنوبالطائف، مستحضرا شموخ الجبال، وأصالة سيد البيد الذي استلهم إبداعاته من طبيعة تلك الأرض التي أنجبت حليمة السعدية مرضعة الرسول. الثبيتي الذي حضر في عرض مرئي استعرض سيرته وصورا من حياته، فضلا عن بعض القصائد بصوته، سافر بحضور الأمسية التي دعا إليها أدبي الطائف لتكريمه في بلاد بني سعد إلى آفاق يحفها الإبداع وتعصرها مرارة الحزن على غياب هذا الصوت المتفرد تحت وطأة المرض. وتخلل الأمسية الثقافية التي أقيمت تحت عنوان «تحية لسيد البيد .. قراءات نقدية وشهادات عن تجربته الشعرية» ندوة نقدية استعرضت تجربة الشاعر، شارك فيها كل من الدكتور عائض الثبيتي، الناقد محمد العباس، والدكتور عالي بن سرحان القرشي. برنامج التكريم تضمن زيارة لمتحف المسن حمد السيالي الذي ضم أكثر من 200 قطعة من تراث بني سعد، إضافة إلى زيارة لقرية الكلادا التراثية والدار الحمراء، وتدشين معرض الفنان فيصل الخديدي. وأوضح الدكتور عائض الثبيتي «أنه لا غرابة أن يحظى سيد البيد بهذه الحفاوة من أبناء قبائل بني سعد»، مضيفا أنه من بيت أئمة الشعر وسدنة المعنى وقد تناول في محاضرته علاقة الشعر بعائلة الشاعر الثبيتي، بدءا من جد الشاعر محمد الثبيتي الأكبر، وكيف رضع الشعر من والدته التي كانت تغني بأشعار أجداده ليتوقف عن البكاء إذا بكى، وسلط الضوء على بعض جوانب حياة الشاعر محمد الثبيتي في مراحله الدراسية الأولى عندما كانا يتجاوران في المقاعد الدراسية. وتناول الناقد محمد العباس شاعرية الثبيتي وعلاقته بمفردة الرمل، حيث قال عندما وصلت لمنطقة بني سعد وشاهدت هذه الجبال والطبيعة تأملت كيف ينحت سيد البيد شعره، وتناول العباس بعض قصائد الثبيتي في ديوانه «عاشقة الزمن الوردي». وفي الجزء الأخير من الأمسية النقدية قال الناقد الدكتور عالي القرشي: «من يتأمل تجربة الثبيتي الشعرية يجد خلفها طاقة واستعدادا يتجدد حتى باتت بمثابة ضوء كاشف»، مستشهدا بعدد من الأبيات للثبيتي، وذكر أن قصيدة بوابة الريح تعتبر نصا مكتملا ظهر في آخر تجربة الثبيتي الشعرية. وفي ختام الأمسية التي أدارها الشاعر أحمد البوق أتيحت الفرصة لعدد من الحضور للحديث عن الشاعر محمد الثبيتي، وخلص الحفل لتكريم الشاعر بتسليم الدروع التذكارية المقدمة من أدبي الطائف ومحبيه من المثقفين والأدباء وأبناء منطقته لابنه نزار.