مؤلف هذا الكتاب هو وليام شولتز الذي عمل ذات مرة مديرا تنفيذيا لمنظمة العفو الدولية في أمريكا ما بين 1994 - 2006 وله مؤلفان حول حقوق الإنسان كيف ندافع عن مكاسب حقوق الإنسان - وكتاب ظواهر التعذيب الذي تبنت جامعة بنسلفانيا طباعته - ووصفت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية سابقا كتاب شولتز في تناولاته لمستقبل حقوق الإنسان أنه مأدبة من الأفكار المثيرة للتفكير حول كيفية استعادة مكانة أمريكا الدولية كمدافع عن كرامة الإنسان والحقوق السياسية. فيما قال ليونارد روبنشتاين، رئيس الأطباء من أجل حقوق الإنسان، إن الكتاب يحمل بين دفتيه أفكارا مضيئة من شأنها أن تشكل ورشة عمل لترميم الموقف الحقوقي لأمريكا بعد الضرر الذي تسبب فيه مسؤولون خلال سنوات حكم الرئيس بوش، مع العلم أن الإدارة الأمريكية بطواقم تشغيلها من أصحاب القرار بحاجة ماسة إلى قراءة هذا الكتاب والإطلاع عليه. سوف تواجه الإدارة الحالية تحديات كثيرة، وللواقع فأمامها منذ العام الماضي مسؤولية استعادة المكانة اللائقة في المجتمع العالمي على أساس من العودة إلى المبادئ الأولى وبذل المزيد من الجهود البناءة دون خجل لممارسة حقوق الإنسان في قلب السياسة الأمريكية على الصعيدين الداخلي والخارجي.. هذا الكتاب يحدد التوصيات التي يمكن حصرها بتوافر ما يأتي بطيها من اعتدال وعقلانية، كما أنه يناقش أوجه القصور في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، وبالتالي فهو إلى جانب انتقاداته عن تلك المرحلة، يقترح تحديدا وفق رؤية معتدلة ما الذي يتوجب فعله في المستقبل لتجنب المأزق الذي آلت إليه منظومة حقوق الإنسان .. وفي مقدمته لمستقبل حقوق الإنسان، يعبر شولز عن أسفه لأن السياسة الخارجية الأمريكية كانت «مزدهرة حتى نهاية الحرب الباردة، ولكنها عادت بعد تلك المرحلة إلى الترنح كما لو كانت هناك طائرة تهوي من الأعلى إلى الأرض.. وعلى الرغم أن هناك عددا لا يحصى من الكتب تقلل من تأثير المحافظين الجدد على موقف الإدارة الأمريكية - إلا أن هناك كتبا أقل من الأولى ناقشت بموضوعية كيف أن اتباع المحافظين الجدد ومن خلال حضورهم داخل إدارة بوش ساهموا بما فيه الكفاية للإضرار بحقوق الإنسان- وللواقع لم تكن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق وتكدس الأسلحة النووية سوى مبرر لغزو العراق- غير أن شولتز يرى أن اختلاس المبادئ أدى يوما بعد آخر إلى تضرر حقوق الإنسان داخل أمريكا وخارجها أيضا بفعل أن هناك بعض المعاقين سياسيا تفردوا في اتخاذ قرارات غير حكيمة.. ساهم علماء وناشطون أمريكيون ودعاة احترام لحقوق الإنسان في صناعة هذه الوصفة الفكرية الحقوقية والسياسية أيضا من أجل تهيئة مناخ حر لمستقبل حقوق الإنسان وجميع أولئك وهؤلاء بما في ذلك المؤلف الأساسي لكتاب مستقبل حقوق الإنسان تناولوا موضوعات مهمة جدا على مستوى مائدة القرار الأمريكي في مرحلته الراهنة بما يخدم تعزيز الديمقراطية وحقوق المرأة، سياسة اللاجئين، الحرية الدينية ومعايير العمل. وجميع المقالات والأفكار الواردة بطي مستقبل حقوق الإنسان تلتقي عند نقطة واحدة شاملة يستقطب من خلالها الفكر الأمريكي في أبعد خطوط تماسه التزاما أمريكيا بحقوق الإنسان باعتباره أفضل وصفة حضارية في التقاليد الأمريكية. Title: The future of Human Rights Edited by William F.Schultz