هناك سياسة حكومية مشددة تجاه توظيف السعوديين في القطاعات الحكومية والخاصة، والرغبة هنا صادقة في استيعاب العاطلين الحاليين والقادمين الجدد إلى سوق العمل، لكني أرى أن التشدد أدى إلى نتيجة عكسية، فقد أصبح أرباب الشركات الخاصة يواجهون معضلة في توظيف السعوديين، وتكمن المعضلة في إيجاد الراغبين الحقيقيين للعمل، فليس كل من تقدم لشغل وظيفة هو راغب في العمل بالفعل، بل إن الشباب باتوا يستندون على جدار القرارات الحكومية بإجبار الشركات على حصة معينة من السعوديين للحصول على وظيفة، إما أنهم غير أهل لها أو ليسوا راغبين بها، أي أنهم يعملون ولا يعملون، فهم من جهة يحصلون على راتب، كونهم مسجلين في قوائم الموظفين لدى شركة ما وفق الحصة المطلوبة منها، وفي الوقت ذاته فإن تواجدهم في منازلهم أكثر من تواجدهم في مواقع العمل، ولا يملك رب العمل نفسه حيلة أمام وضع كهذا لعلمه بأنه لن يحظى كثيرا بمن هو أفضل، فليس كل الشباب يملك الحماس والصدق والاجتهاد، ولو اصطف في طابور طويل أمام مكاتب التوظيف. هذا الكسل أو الترهل الذي أصاب شبابنا سببه التشدد في توظيفهم مهما كانت إنتاجيتهم، وفي رأيي الشخصي أن من الأفضل ترك آلية السوق تعمل بحرية وعدم المبالغة في اشتراط توظيف السعوديين لدى الشركات الخاصة، فأنت عندما تخلق منافسة حرة في العمل فإنك تستقطب الكفاءات وحدها، فتكون عنصر بناء للشركة لا عنصر هدم بتحميلها فوق ما تطيق. هناك شركات بالكاد تتحمل تكاليف تشغيلها مع الأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم، وتحميلها قيمة رواتب موظفين لا يعطون بقدر ما يأخذون يساهم في تعثر نموها. ليفتح الباب أمام الجميع، وفي رأيي أن من الأفضل كثيرا عدم فرض شروط على الشركات الخاصة تحدد نسبة «السعودة» لديها؛ لأن هذه «السعودة» التي أريد لها أن توفر العمل لآلاف الشباب ستهدد مستقبل عشرات الشركات، وبدلا من أن تصبح هذه الشركات سندا للاقتصاد الوطني ستكون عبئا عليه. لم ينفق الشاب السعودي ريالا واحدا على تعليمه، وهو اليوم يطالب أن يعمل دون أن يبذل جهدا في العمل الذي يعثر عليه؛ لعلمه أن صاحب العمل لن يجرؤ على التخلص منه. نعم، لقد عضت الحاجة بعض الشباب فكان لهم من المعاناة نصيب، لكن كان لهم من الدلال نصيب أكبر، فكانت النتيجة ترهلا في الإرادة والعزيمة ساهم فيه التشدد في توظيف من يستحق ومن لا يستحق حتى أصبح الدواء هو سبب الداء ذاته. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 258 مسافة ثم الرسالة