لم تفلح دبلوماسية الحوار والحراك الدولي لفرض مبدأ الأرض مقابل السلام في ثني الآلة العسكرية لجيش الاحتلال من مواصلة استعدادها وتخطيطها لسيناريو عدوان جديد. هذا ماكشفته صحيفة «هآرتس» العبرية من أن ضباطا إسرائيليين يتدربون بشكل مكثف في الآونة الأخيرة على احتلال القرى الفلسطينية في غزة والضفة. وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أقام قرية في منطقة النقب جنوب الدولة العبرية تشبه إلى حد كبير القرى الفلسطينية في غزة والضفة ولا تكاد تفرقها نهائيا، مشيرة إلى أن تكلفة إقامة هذه القرية بلغ مليوني شيكل. ونقلت هآرتس عن أحد الضباط قوله «إن التدريب يجري بشكل قريب ومطابق تماما لما يجري على أرض الواقع سواء في غزة أو الضفة أو الجنوب اللبناني موضحا أن الجيش خلال التدريبات يأخذ بالحسبان تعرضه لهجمات من قبل العرب». وبينت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يتدرب في هذه القرية منذ وقت طويل ويركز تدريباته حول التعامل مع الكثافة السكانية التي يتمتع بها قطاع غزة وكيفية دخول المخيمات والمدن باستعمال رصاص وقنابل خاصة لضمان عدم هدم القرية المراد اقتحامها وتغيير ملامحها وشكلها. وبحسب هآرتس فإن القرية تحتوي على أنفاق تم حفرها من قبل الجيش حيث يتدرب على اقتحامها وتفجيرها بشكل خاص ومكثف كي لا يتعرض الجنود لمفاجآت كالتالي حصلت في حرب لبنان وغزة. وقالت «هآرتس» إن المراقبين يرون أن حربا ستشتعل قريبا وأن الجيش الإسرائيلي يحضر لها منذ فترة طويلة ولهذا فإن الجيش يتدرب على الدبابات في جميع الأحوال، وذلك خوفا من تعرض الجنود لنيران المقاومة ولضمان عدم سقوط قتلى.