لم تكن جماهير النصر التي تكتظ في كل مكان من مناطق الوطن الغالي جماهير عابرة في تاريخ هذا الكيان منذ تأسيسه، بل كانت صانعة للقرار ترفض التبعية وتقف وقفة جماعية مع كل من يقود ناديها نحو آمالها وطموحاتها التي لا تقف عند هدف معين. هي باختصار جماهير تملك «أناقة التشجيع» و«روعة التنظيم» في كل لقاء يكون عشقها حاضرا في الميدان. منحت كل الإدارات المتعاقبة على رئاسته الوقفة الصادقة النابعة من قلوب صافية في الحب والانتماء. صنعت «النصر» كأقوى الأندية السعودية والخليجية والعربية والآسيوية، وقدمته «للعالمية» كأول ناد آسيوي. صنعت نجومه ووقفت معهم أمام كل الحملات التي تعترض طريقهم إدارية وفنية وإعلامية. صنعت الألقاب التاريخية التي لازال كل أبناء النصر يتغنون بها. صنعت إعلاما نصراويا متمكنا ومحترفا في التعاطي مع القضايا النصراوية. صنعت شرفيين لدعم الفريق لسنوات طويلة من تاريخ ناديها. صنعت النصر بهيبته المخيفة في كل مكان. لم تتوقف عند هذا الحد، دعمت الخزينة النصراوية بملايين الريالات لسنوات طويلة، هي جماهير تفاوض وتعمل وتجتهد من أجل النصر. مواهب شابة نقلت من مدن صغيرة للفريق بجهود الجماهير من عرعر في أقصى الشمال إلى أبها في الجنوب وفي الوسط حائل، ناهيك عن مناطق أخرى تحولت جماهير النصر لتسجيل مواهب؛ لتشكل بنية تحتية صلبة لكيان كاد أن يتوارى عن الأنظار في السنوات الخمس الأخيرة. كل هذا العمل الكبير التي تقدمه جماهيره الوفية لهذا الكيان من أجل عودته لمكانة الطبيعي كناد للبطولات والنجوم يقابله تناحر وخلافات واختلافات وصراعات داخل أروقته. مدرب لم يكن طموح النصر وأجانب لم نحقق الهدف منهم. ربما نقول «اجتهاد» لكن هل الاجتهادات موجودة في قاموس الاحتراف، الذي يتطلب وضع استراتيجية واضحة المعالم في الرؤيا والهدف؟ رئيس النصر بذل الكثير من أجل خروج الفريق بالصورة التي ترضي الجماهير، لكن هل حدد سموه المعايير التي من خلالها نصل للغاية؟ هل حان الوقت لإنهاء كل الصراعات والاختلافات التي تحدث داخل النادي، ويقف الجميع وقفة صادقة مع الأمير الشاب الذي لا زال يعاني من ضعف الجبهة الداخلية لناديه ومواجهة المستقبل المقبل للفريق بشيء من التفاؤل والعمل من أجل النصر فقط، بعيدا عن كل المسميات الشخصية التي تنخر في جسد الكيان؟ جماهير الوفاء تنتظر كل المنتمين لهذا الكيان العملاق: شرفيين وإداريين ولاعبين سابقين وجماهير وإعلام محايد؛ للوقوف خلف الاسم والكيان ولتحقيق الأجواء الجميلة لكيان مشتت بين محبيه. النصر لازال في البداية وخسارة الوحدة لا تعني النهاية.