فرحنا واستبشرنا خيرا عندما أقرت وزارة التربية والتعليم قبل عدة سنوات منهج التربية الوطنية، حتى لا يكون الانتماء للأرض والدولة مجرد ولاء لفظي ووطنية انتماء للمكان، ولنؤسس جيلا ينتمي روحيا ومصيريا وعاطفيا للوطن. ولكن هل نجحت التربية والتعليم في مهمتها؟، الأكيد أنها لم تنجح نجاحا كاملا، ولا نستطيع أن نقول إنها فشلت، يمكننا القول إن المنهج التعليمي للتربية الوطنية لم يلب المتطلبات الرئيسة في التوجيه الوطني، كما أن مهمة التربية الوطنية يجب أن توزع مسؤولياتها على أكثر من قطاع حكومي له تواصل مباشر مع الجمهور لينعكس ذلك بالنتيجة على الناشئة. في السنوات الأخيرة ارتفع الحس الوطني لدى المواطنين، وهذا أمر طبيعي، فالمجتمع السعودي العاطفي كأي مجتمع آخر تجعله الأخطار والتهديدات حريصا على وطنيته، خصوصا مع العمليات الإرهابية الإجرامية التي استهدفت أمننا والاعتداء السافر على حدودنا الجنوبية، وهذا يعني أن مجتمعنا لديه بذرة الوطنية الحقيقية التي حاول دعاة «الأممية» نزعها من قلوبنا في أوقات مختلفة. رعاية هذه البذرة التي غرسها تاريخ جهاد التوحيد وبناء الدولة وبيعة الأجداد للملك المؤسس يكون في الاهتمام بالمواطن من قبل الجهات الرسمية التي تمثل ولاة الأمر، وفي ترجمة توجيهات القيادة إلى واقع يستشعره المواطن. لا يوجد دولة على وجه الأرض توفر سبل العيش الكريم لمواطنيها مثل بلدنا، وذلك بحسب القرارات والتشريعات والأنظمة، ولكن على الأرض هناك من لا يلقي بالا للمواطن في القطاعات الحكومية، الأمر الذي ينعكس سلبا على مشاعر ابن الوطن المحب والمخلص. الوطنية موجودة فينا ولكن لا يكفي أن تكون مجرد مشاعر وأحاسيس تهزم الأمميين وأعداء الوطن، يجب أن تكون سلوكا ومنهجا، فالوطنية ليست انتماء للأرض بل هي شعور الارتباط بالدولة، والإيمان المطلق بالقيادة، والإدراك الكامل للواجبات، ويؤدي هذا إلى الفداء بصدق والدفاع بإيمان، وعلى ما أقول أمثلة خالدة في القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي. نعيش اليوم الوطني، بفرحة الإنجازات الحضارية التي هي امتداد لملاحم التوحيد والبناء، ونفخر اليوم بالدولة الحاضرة والمؤثرة والتي تنمو باطراد وترنو لمستقبل عظيم، وطننا من أرواحنا نسج روعة منجزاته، ويكفينا أننا أرض واحدة وأسرة واحدة حكاما ومحكومين. كل عام ووطني ومليكي وإخوانه بخير .. [email protected]