صعد فريقا الهلال والشباب من الممرات الضيقة نحو سقف الكرة الآسيوية، الفريقان ظهرا في آخر ختام مباريات دور الثمانية بصورة لا تدعو للتفاؤل، وبالذات فريق الهلال، الذي ذهب للقاء الغرافة في الدوحة مصحوبا بالخيلاء المصطنع والهيبة المختلقة، ولكنه ظهر بهيئة فنية متردية، لم يتوقعها أشد المتشائمين من أنصاره .. الشباب هو الآخر لم يقدم ذاته بالصورة المأمولة، ولكن نتيجة مباراته أما تشونبوك الكوري في الرياض منطقية إلى حد ما مع نتيجة مباراة كوريا، ويجب على المسؤولين عن فريق الليث أن يدركوا أن الفريق الكوري الذي سيلعب معهم مباريات دور الأربعة يختلف كليا عن فريق تشونبوك .. ظهور الهلال بصورة متواضعة في مباراة الدوحة ظهور معتاد في البطولات الخارجية، حيث يختل وضعه الفني والنفسي كلما غادر بيئته المحلية، فالفريق الذي شاهدناه في دوحة قطر، كان يفتقد للكثير من التنظيم والانضباط، نتيجة غياب الإعداد النفسي، وغياب المنهجية الفنية نتيجة غرور وغطرسة السيد جريتس، و ما لم يتم تدارك الوضع فنيا ونفسيا فالخروج لا قدر الله من السباق نحو عرش آسيا مسألة وقت ليس إلا .. مسيرو الهلال تنبهوا مبكرا لحال فريقهم، فسارعوا قبيل مغادرتهم ملعب الغرافة، لطلب تأجيل لقاء فريقهم بفريق الاتحاد، لتجنب انتكاسة فنية قد تحدثها نتيجة اللقاء بمنافسه الأشرس محليا، والتي لو حدثت ستقضي على بقايا الروح المعنوية لفريقهم قبل لقاء الفريق الإيراني .. هذا التأجيل الذي لا يستند لعامل الزمن، ولا لمنطقية الجدولة، أثار استياء إدارة نادي الاتحاد فأصدرت بيانا مفصلا حول هذا التأجيل، ورفعت خطاب اعتراض للجهات العليا، خصوصا وإن التأجيل رفع مباراة الاتحاد من طريق الفريق الهلالي التي تسبق مباراته مع الفريق الإيراني بتسعة أيام، وأبقى على مباراة الاتفاق التي لا يفصلها عن ذات المباراة إلا ثلاثة أيام، مما يؤكد أن طلب التأجيل لا علاقة له بالإجهاد والتخوف من الإصابات، بقدر ما هو محاولة مشروعة للهروب من انتكاسة معنوية متوقعة لو لعب الهلال مباراة الاتحاد وخسر نتيجتها .. من حق إدارة الهلال أن تتخذ كل السبل الممكنة التي تساعد فريقها للصعود نحو عرش آسيا، ومن حق إدارة نادي الاتحاد أن تطالب بالتمسك بالجدول الذي أصدرته لجنة المسابقات، والتي وضعها طلب التأجيل المبني على الظهور الباهت للفريق الهلالي في لقاء الغرافة بصورة اللجنة التي تفتقد للرؤية المعينة على قراءة المستقبل .. بقي سؤال افتراضي، ماذا لو هزم الهلال في مباراة الاتفاق التي تسبق اللقاء بالفريق الإيراني، وهو أمر متوقع فلا مسلمات في كرة القدم، إن حدث ذلك فالشارع الرياضي موعود ببلبلة لن تنتهي بسهولة. تمنياتنا لفريقي الهلال والشباب بالصعود للمباراة النهائية لدوري آسيا، وأن يحقق أحدهما كأس القارة التي غادرنا عرشها الكروي منذ زمن على مختلف التصنيفات، وأوجعنا حنين العودة لاعتلائه.