رأى الأطباء المختصون أن التوجه العالمي في خفض وفيات الأطفال والأمهات خصوصا في الدول النامية يؤكد أن هناك مخاطر عديدة مازالت تهدد الطفولة أهمها الكوارث البيئية والأمراض المعدية والملاريا رغم أن أهم الأهداف الإنمائية للألفية التي وضعها اليونسيف هي تقليص وفيات الأطفال في 2015. وأشاروا إلى أن الكثير من الدول تنبهت لهذه الوفيات وعززت من جهودها الطبية من خلال الحملات الصحية الوقائية والتطعيمات، إلا أن الكوارث والأمراض المعدية مازالت تهدد الطفولة. أمراض الطفولة واعتبر استشاري الأطفال الدكتور حسن بادريق أن التوجه العالمي في خفض وفيات الأطفال والأمهات رسالة إنسانية لكل دول العالم في تعزيز خططها الصحية والوقائية وتحديث أنظمتها الطبية في ظل وجود الكوارث البيئية الطبيعية والمدنية ومرض نقص المناعة المكتسبة والملاريا. وأضاف «أوصى مؤتمر الأطفال الذي اختتم أنشطته أخيرا في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا على ضرورة الحد من وفيات الكوارث البيئية الطبيعية والمدنية ومرض نقص المناعة المكتسبة والملاريا، حيث مازالت هذه العوامل تشكل خطورة في الكثير من الدول العالمية». بادريق أكد أن التطعيمات ساهمت بشكل كبير في مواجهة وفيات الأطفال على المستوى العالمي، إلا أن الكوارث والحروب والأمراض المعدية مازالت تهدد الطفولة والأمهات. التأثير البيئي ويتفق اختصاصي الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف مع الرأي السابق ويقول «وفيات الطفولة انخفضت كثيرا في العالم خصوصا أن تقديرات جديدة صادرة عن منظمة الأممالمتحدة للطفولة أظهرت انخفاض عدد الوفيات بين الأطفال في العالم دون سن الخامسة بنحو الثلث خلال العقدين الماضيين»، حيث إن معدلات الوفيات انخفضت عالميا من 89 في كل 1000 ولادة حية إلى 60 خلال تلك الفترة، وعلى الرغم من انخفاض معدلات الوفيات خلال العقد الماضي بصورة كبيرة إلا أنه ليس كافيا لتحقيق هدف الألفية الرامي إلى خفض وفيات الأطفال بنحو الثلثين بحلول عام 2015م. ولفت الشريف إلى أن الكوارث تعتبر أحد الأسباب الكامنة وراء أكثر من ثلث مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة، ويظل مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) يشكل خطرا كبيرا على الطفولة العالمية، كما أن انتشار وعودة بعض الأمراض القديمة كالملاريا مازال يهدد الكثير من المجتمعات الأفريقية، ومن هنا فإن الجهود العالمية منصبة الآن على مواجهة هذه الأمراض. الأهداف الإنمائية وكلمحة علمية، فإنه لم يبق سوى خمس سنوات على عام 2015، وهو التاريخ المستهدف لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ومن أهم الأهداف الإنمائية تخفيض معدل وفيات الأطفال، ويعتبر نقص التغذية أحد الأسباب الكامنة وراء أكثر من ثلث مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة، وتؤدي البرامج الرامية إلى تحسين الأمن الغذائي والتغذية والمعلومات داخل الأسرة إلى زيادة فرص نمو الأطفال وصولا إلى مرحلة البلوغ، وتساعد برامج المنظمة الأسر والمجتمعات المحلية الفقيرة على تأمين الحصول على نظم غذائية كافية من الناحية التغذوية، وعلى الحد من نقص التغذية لدى الأطفال. ويشكل هدف مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والملاريا وغيرهما من الأمراض أهم الأهداف، حيث إن فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا وغيرهما من الأمراض تؤثران بصورة مباشرة وغير مباشرة في التنمية.