أدرك أن العقد شريعة المتعاقدين، وأعلم أن معلمات محو الأمية عندما وقعن عقود عملهن في برامج محو الأمية كن على دراية تامة بأنها وظائف مؤقتة وليست دائمة، لكن هل كان مدير عام الشؤون المالية والإدارية في وزارة التربية والتعليم صالح الحميدي بحاجة لكل هذه القسوة في الرد على تذمرهن من خسارة وظائفهن عندما صرح بأن وزارته ليست جمعية خيرية؟! ولن أكون بنفس قسوته فأسأله أن يضع نفسه في موقعهن ليشعر بمرارة فقدان مصدر الرزق، لكنني سأسأله: ما دام لا يقبل أن تكون وزارته جمعية خيرية لمعلمات محو الأمية، لماذا تقبل الوزارة أن تكون المعلمة في المدارس الحكومية والأهلية جمعية خيرية تنفق من جيبها الخاص على شراء وسائل ومستلزمات تعليمية ليست من مسؤوليتها؟! ففي مكتباتنا لا ينافس الطلاب على شراء مستلزمات ووسائل التعليم غير معلميهم، الذين يجدون أنفسهم يتحملون أعباء هي من صميم مسؤوليات مدارسهم!! بعد ذلك يأتي من يقول لمن فقد مصدر رزقه وقوت عياله ووصل إلى حضيض انكساره النفسي أنه ليس جمعية خيرية، وكأن قاموس التربية والتعليم الغني بكل مصطلحات كنوز المعرفة والثقافة قد عدم كلمة طيبة واحدة تبرر فسخ علاقة العمل؟! ما أقسى الإنسان حين يطل على الآخرين من أبراج عالية فينفصل عن واقعهم، ويفقد القدرة على فهم مشاعرهم، وملامسة أحاسيسهم!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة