لاقت برامج ومسلسلات التلفزيون السعودي تقديرا كبيرا بعد النقلة الكبيرة في نوعية البرامج المقدمة وطريقة تقديمها، ولعل من أبرزها فوازير الأطفال التي حملت اسم (دوائر الاستفهام) التي نفذها التلفزيون بخطوة تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ التلفزيون بإسناد مهمة تقديم فوازير رمضان الأطفال إلى الأطفال أنفسهم من شارة البداية إلى شارة النهاية، حيث تناوب عليها أربعة منهم مقسمة بين طفل وطفلة كل 15يوما طوال شهر رمضان. واعتمد البرنامج على طرح أسئلة من خلال أدوات الاستفهام من خلال ثلاث لوحات مناسبة لكل الفئات العمرية؛ بدءا من عمر الخامسة حتى السادسة عشرة وهي من إعداد لمياء عبد الله، «عكاظ» حضرت تسجيل إحدى الحلقات وأجرت حوارات مع القائمين على البرنامج في سياق السطور التالية: البداية كانت مع نائب مدير القناة الأولى فهد العنيزان، حيث كان من أوائل من قدم فكرة أن يقدم الأطفال البرنامج بأنفسهم، حيث قال «طفل اليوم غير طفل الأمس، فقد أصبح يتابع العالم من خلال قنوات اتصال متعددة ويستوعب كل شيء بل ينتقد كل ما لا يقبله، وبصراحة لا يمكن أن نتصورها. ولو نظرنا، فإن أغلب دول العالم تقوم قنواتها بإسناد البرامج الخاصة بالأطفال إلى الأطفال أنفسهم ليس الفوازير فقط، لكن حتى البرامج الأخرى التي تتولى قضاياهم» مضيفا «هناك قنوات كانت بداية مذيعيها ومذيعاتها الكبار منذ الطفولة من خلال التلفزيون في تقديم البرامج لذا نجدهم متمكنين من إدارة أي برنامج أو مناسبة». تجربة جديدة أما مديرة برامج الأسرة والطفل في القناة سهير الخواجة فأوضحت أن هذه التجربة يفترض أن تطبق منذ سنوات، حيث بدأت من برنامج (صندوق الكنز)، مشيرة إلى أن فكرة تقديم الفوازير من قبل الأطفال لاقت صدى جميلا وقبولا منهم ومطالبة أن نستمر على هذا المنهج، مفيدة أنه تم تدريب الأطفال على تقديم البرنامج قبل بدء رمضان بشهرين واستمر حتى نهاية البرنامج. وأفاد مخرج البرنامج فهد الحوت أن التجربة رغم أنها جديدة من قبل القناة الأولى وخطوة مهمة خاصة أنها بدأت مع أطفال يعتبر الظهور الأول لهم إلا أنها تعتبر رائعة وجميلة حيث سيتبعها المزيد من خطوات أخرى مستقبلية. وحول تجربته الأولى في إخراج برنامج يقوم بتقديمه أطفال، قال «حقيقة أعتبرها تجربة جديدة بالنسبة لي، فرغم الصعوبات التي واجهتنا في البداية من ناحية عدم امتلاك الأطفال الخبرة الكافية في الوقوف والتعامل مع الكاميرا لكنني -بصراحة- لن أتوانى عن إخراج المزيد من برامج الأطفال مستقبلا فيما لو أسندت لي لاحقا». من جانبه، أبدى الأطفال المشاركون في تقديم البرنامج سعادتهم بهذه الخطوة، حيث قال مشعل الشلهوب -الذي يبلغ من العمر 15 عاما- «رغم أنه الظهور الأول لي بشكل مباشر ويومي مع برنامج أقوم بتقديمه أنا وبقية زملائي بالتناوب، لكنني أشعر بالفرح، لأنهم أعطوني هذه الفرصة» مضيفا «شعرت بارتباك وخوف أول الأمر لكن ومن خلال تشجيع المخرج والاتصالات ورسائل الجوال التي تأتيني من أهلي وأصدقائي اجتزت هذه التجربة بنجاح». ديما اليوسف تبلغ من العمر تسعة أعوام ومع ذلك تمتلك موهبة الإلقاء والقراءة المتميزة، كما ذكر والدها الذي أخذ إجازة خصيصا من أجل الحضور معها يوميا لدعمها وتشجيعها وأيضا تشجيع والدتها السيدة العنود النوري، أما المذيعة الثالثة العنود السياري ذكرت أنها كانت تحب أن تكون مذيعة منذ أن كانت صغيرة «وعندما أتتني الفرصة قمت بتجربتها ووجدتها ممتعة»، أما يزيد قباني -الذي يبلغ من العمر 16 عاما- لم يكن حاضرا، حيث إنه قدم الحلقات ال15 الأولى مع العنود لكنه عاد إلى مكةالمكرمة. وقدم المذيعون الشكر لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة ووكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون التلفزيون المهندس صالح المغيليث ومدير عام القناة الأولى الدكتور محمد باريان على إتاحة الفرصة لهم، متمنين أن تستمر القناة في إتاحة الفرصة للشباب في إظهار مواهبهم وإبداعاتهم.