كثيرا ما يتردد على سمعنا من يقول: أبنائي كبروا وكبرت همومي معهم فلم أعد أقوى على السيطرة على تصرفاتهم أو الحد من نزعاتهم .. آخر يقول مضى الوقت سريعا وفوجئت أن بعض أبنائي قد أصبحوا في سن المراهقة وتغيرت تصرفاتهم وسلوكياتهم، فالابن الوديع وقت كان طفلا بات مشاكسا عنيدا .. وثمة من يقول وبلغة ساخرة وقتذاك عندما كان أبنائي أطفالا كنت أهيمن على سلوكياتهم، وأوجههم كيفما أريد، أما وقد أصبحوا مراهقين أرهقوني في تربيتهم .. هذه مجرد مقتطفات من بعض ما نسمع عن معاناة الكثير من أرباب الأسر تجاه أبنائهم (المراهقين) لن نتحدث مطولا عن هذه المرحلة وأبعادها الفسيولوجية والنفسية وما يتمخض عنها من تبعات، فنحسب أن ذلك أصبح معلوما لدى الجميع. لكن ما يهمنا في هذا الوارد هو كيفية التعامل (الصحي) مع هذه المرحلة العمرية لتجنب تداعياتها وتجاوزها بسلام. واقع الأمر أن ما يجعل هذه المرحلة (المراهقة) شائكة وحرجة، ليس لكونها فترة انتقالية من الطفولة للمراهقة وما يصاحب ذلك من تغيرات، بل الاعتقاد بذلك هو مكمن الإشكالية. نعم فما يجب أن نعرفه جميعا أن تلك الفترة (الانتقالية) ليست مباغتة كما زعم البعض في مطلع المقال على غرار (فوجئت بطفلي وقد أصبح مراهقا) فمن العبث مجرد الاعتقاد بأن الابن يبيت طفلا ويصبح مراهقا !. فالأكيد أن هناك فترة زمنية قد تصل لثلاث سنوات وربما أكثر تقع في حيز وسطي ما بين الطفولة والمراهقة. وتعتبر هذه الفترة تمهيدا للخروج من مرحلة الطفولة والدخول في مرحلة المراهقة.. إلى ذلك يصبح من الأهمية بمكان التعامل مع هذه الفترة بما يعرف بالتدرج السلوكي فكلنا يعلم أن الطفولة يغلب عليها الطابع العاطفي في التعامل والتدليل والمرونة وغياب الحزم. لكن أن تستمر تلك المعاملة إلى أن يصبح الطفل مراهقا ومن ثم ودون تمهيد وتهيئة نعامله بقسوة وحزم، من المؤكد سوف نفاجأ حينها باستجابة مغايرة، وربما عصيان وتمرد .. إلخ. هنا تكمن المشكلة لذا علينا أن نفطن ونستعد جيدا لهذه الفترة وهي تقريبا ما بين سن العاشرة والثالثة عشرة. عندها يجب أن نقلل من التدليل وفرط العاطفة ونكثر من التوجيه وتقويم السلوك وتصويبه. بمعنى أن نزيد من جرعة الحزم ومراقبة تصرفات الأبناء وتحديد مسارهم، كل ذلك يجب أن يكون (بالتدرج). وأكرر هنا بأهمية التدرج حتى لا يشعر الابن بنقله مفاجئة ولنقل (صادمة) في السلوك والمعاملة. ووفق هذا التوجه يقينا سوف تمر مرحلة المراهقة بانسياب وسلام، أو على أقل تقدير لن نفاجأ بها، فلا الأبناء (المراهقون) شعروا بتغير جذري في معاملة الوالدين ولا الوالدان استشعرا فقدان هيبتهما وسيطرتهما على أبنائهما. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة