أثار انطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في واشنطن حفيظة بعض الفصائل الفلسطينية، وانقسمت التيارات السياسية بين مؤيد ومعارض، وفي هذا الصدد، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان في حديث خاص ب «عكاظ» أن المفاوضات المباشرة لن تحقق نتيجة بل هي هدر للوقت لمدة عام على حساب الفلسطينيين، أما بالنسبة للإسرائيلي فستكون هناك مجموعة من المكاسب الإضافية في الاستيطان وتهويد القدس وربما طرد الفلسطينيين بشكل جزئي، وعلى الجانب الأمريكي لا شك أن المفاوضات تشكل هروبا من الضغوطات التي واجهتها الإدارة الأمريكية بعد فشلها الذريع في فرض ما اعتبرت أنها رؤية لها، وأيضا تمثل المفاوضات تغطية أمريكية لمسار آخر قد تأخذه السياسة الأمريكية في المنطقة. وأشار إلى أن «المفاوضات لم تقدم حلا للقضية الفلسطينية على مدى ثمانية عشر عاما ولن تقدمه اليوم خصوصا أن أبو مازن يذهب إلى هذه المفاوضات منزوع القوة هو بنفسه مع كل أوراق القوة المتاحة، فيما الجانب الإسرائيلي يفرض شروطا مسبقة، ومنها إقرار فلسطيني بيهودية الدولة واستمرار الاستيطان. المفاوضات مهمتها الأساس الحفاظ على إسرائيل وإبقائها حالة متفوقة، والسلطة مهمتها الأساس حماية إسرائيل». من جهة أخرى، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس إلى «إعطاء فرصة» للمفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، متسائلا في الوقت نفسه عما إذا كانت إسرائيل «مستعدة» فعلا لتوقيع «سلام حقيقي». وقال موسى في تصريح صحافي، على هامش منتدى امبروسيتي الذي يجمع شخصيات مبرزة في عالم السياسة والاقتصاد في مدينة تشرنوبيو على بحيرة كومي (شمال إيطاليا) «لقد أطلقت المفاوضات فلنعطها الفرصة. لا أريد أن أبدو متشائما في اليوم الأول للمفاوضات». وأضاف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يستطيع، لقد قال ذلك فهذا هو شعاره (نعم نستطيع) الذي يجب أن يشمل أيضا الصراع العربي الإسرائيلي.