أسدلت شرطة جدة الستار على حادثة السطو على شركة في حي مشرفة الاثنين قبل الماضي، إثر نجاح الفريق الأمني من وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شعبة التحريات والبحث الجنائي من إسقاط خمسة باكستانيين يجري التحقيق معهم حاليا. وتعود تفاصيل الحادثة إلى منتصف الأسبوع الماضي، بعد أن أبلغت غرفة العمليات في الشرطة بالعثور على حارسي شركة مقاولات مقيدي الأيدي، ومكممي الأفواه، وقد لفظ أحدهما أنفاسه، فيما تعرض مقر الشركة للسرقة. وفتحت الجهات الأمنية تحقيقا اتضح من خلاله أن رجال أمن الشركة شاهدوا الباب الرئيس مفتوحا، فيما اختفى المكلف بالحراسة وهو من جنسية بنجلاديشية، وبالبحث عنه عثر عليه مقيدا وقد لفظ أنفاسه، وبالبحث في مقر الشركة اتضح أن الخزنة الرئيسة للشركة قد اختفت، لذا عمد المسؤولون في الشركة إلى إبلاغ الدوريات الأمنية التي هرعت لموقع الحادثة، وبمعاينة مسرح الحادثة تم استدعاء كافة الجهات المعنية. واكتشف رجال الأمن وجود آثار على جثة الحارس المقتول، وبالتحديد في العنق، إذ تعرضه للخنق، كما عثروا على الحارس الآخر وقد أنهكه الجوع والعطش وكان مقيدا إلى كرسي، وتم على الفور تطويق الموقع و الاستعانة بخبراء الأدلة الجنائية. وتم رفع كافة الأدلة والقرائن الموجودة في الموقع ومن الباب الخارجي للشركة، بينما تولى فريق آخر مسح الشارع الذي تقع به الشركة، وتم تحديد مسافة تصل إلى أكثر من 100 متر لإجراء مسح شامل على أمل رفع أي أدلة أو قرائن قد تكشف هوية الجناة. وعمد خبراء الأدلة الجنائية إلى التحفظ على بعض الأغراض التي كانت موجودة في مكان الحادث لإخضاعها للفحص والتحاليل المخبرية من قبل خبراء الأدلة الجنائية بهدف تسجيل أية بصمة او دليل قد يؤدي إلى كشف غموض الحادثة. وبين مسؤولو الشركة للجهات الأمنية أن الخزنة المسروقة لم يكن بداخلها أي أموال، وكانت تحتوي مستندات ورقية. واشتبه رجل تحقيق في وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في سيارة أجرة يقودها شخص أبيض البشرة يتجول حول مسرح الحادثة، وكان تارة يترجل من المركبة، وفي أخرى يقودها حول الموقع ليتم على الفور فرض رقابة أمنية عليه بعد الاشتباه في تصرفاته، حيث كلف عدد من رجال البحث الجنائي برصده بعدة مركبات أمنية بدأت في تتبعه حتى غادر الموقع، وذلك بعد أن رأى مغادرة جثة الحارس المغدور والسيارات الأمنية. وكان أحد الضحايا المقيدة من حراس الأمن أشار لرجال التحقيق إلى أن أحد الجناة كان يرتدي ثوبا أبيض، مؤكدا مشاهدته سيارة أجرة في الموقع، وهنا ظهر الخيط الثاني. وتعززت الشبهات لدى رجال الأمن حول المركبة التي تتم متابعتها، لذا تم تكثيف الرقابة عليها، فيما تم تعميد عدة مصادر حول فقدان خزانة حديدية، إذ قد يلجأ اللصوص إلى أحد المحال المختصة لفتحها، وهكذا تم مراقبة عدة مواقع. وتواصلت الجهود الأمنية بمراقبة سيارة الأجرة وقائدها، والذي اتضح أنه من جنسية باكستانية، اجتمع بعد مرور ثلاثة أيام مع شخص من بني جلدته، تم الاشتباه به لتستمر أعمال المراقبة بتجهيز فريق ثان تولى مراقبة المشتبه الثاني، ولم تمر سوى 24 ساعة حتى جرى رصد قائد سيارة الأجرة وهو يتجول حول موقع شركة شهيرة وكان يرافقه المشتبه الثاني. ما جعل الأجهزة الأمنية تطوق الموقع، وتولت فرقة مختصة ضبط قائد سيارة الأجرة بعد أن تم إنشاء نقطة أمنية في طريق عوده قائد سيارة الأجرة، وبمجرد اقترابها تم تفتيشه وما إن ترجل حتى تم ضبطه ومرافقه. وحاول جاهدا الادعاء بأنه يوصل مرافقه مقابل عشرة ريالات، إلا أن نتائج المراقبة الميدانية أحبطت ادعاءه ليسقط معترفا بجريمته بعد مواجهته بها، وتوالت الاعترافات ليكتشف فريق وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس وجود ثلاثة شركاء آخرين دل على أوكارهم التي يختبئون فيها. وتبحث التحقيقات حاليا عن علاقة الجناة بجرائم أخرى وقعت في أنحاء المحافظة، حيث أشار مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي إلى أنه لا جريمة تقيد ضد مجهول، مضيفا «نجحت الأجهزة الأمنية في شرطة جدة في ضبط الجناة رغم المعلومات الضئيلة من مسرح الحادثة».