من بين جنبات الصائمين ونفحات المناجين ودمعات التائبين وأنين المذنبين، بزغ فجر رمضان بالهدى المبين، تتزود منه النفوس بوقود الحياة ونبراسها، ولكن ما بال نفوسنا قد تغيرت، وأرواحنا قد انشغلت، لم يعد رمضاننا كسابقه، تبدلت الأحوال وقست القلوب، كنا ننقطع لعباداتنا ونتلذذ بها بل ونحرم على أنفسنا طيبات أحلت لنا؛ لنشعر بلذتها بعد الطاعة، كنا لا نفتر عن الذكر والصلاة ولسان حالنا يقول: اللهم اجعل عامنا كله رمضان، لحلاوة ما نجد، فهنا راكع وآخر داع وتال للقرآن، إننا نخشى من أن نكون عبادا لرمضان فقط، ولكننا حتى في رمضان أصبحنا عباد شهواتنا، دخل الشهر وشارف على الانتهاء، وحالنا كما هو لم يتغير حقا، للأسف أصبحت عباداتنا شكلا يتكرر كل يوم بلا روح ولا مشاعر إيمانية إلا ما رحم ربي. تساؤل دار كثيرا في ذهني وحيرني، لماذا رمضان خاصة يزف بمثل هذه البرامج والمسلسلات؟ ولم كل هذه الاستعدادات «الفنية» الإعلامية له؟ حتى خلت أنه شهر المسلسلات والبرامج. لم لا يكون هذا الاهتمام في الأعياد مثلا، أو إجازة نهاية العام؟ حفاظا على روحانية ذلك الشهر ذي الأيام المعدودات من الخدش. أين نحن من أسلافنا وانقطاعهم عن الدنيا للعبادة والتقرب إلى الله؟ تركوا طلب العلم وتعليمه من أجل العبادة، فما بالنا لا نستطيع ترك مسلسل أو فيلم مقابل رضا خالقنا وكرمه. أمنية بالبيد [email protected]