رأى عدد من أولياء أمور الأطفال مرضى الربو أن وجود مراكز متخصصة لعلاج الربو في جدة يمنح المرضى الخصوصية، ويساعدهم في تلقي العلاج بشكل أفضل من المستشفيات والمراكز الصحية، بعيدا عن التأخير والازدحام الذي قد يحدث من كثرة المراجعين، بالإضافة إلى ذلك إمكانية إجراء المزيد من الدراسات البحثية المتعلقة بمرض الربو. خصوصية المرضى واعتبر عبد العزيز الغامدي الذي التقيناه في مستشفى الولادة والأطفال في جدة أن وجود مركز متخصص لمرض الربو يساعد كثيرا في إعطاء الخصوصية للمرضى، خصوصا الأطفال الذين يحتاجون إلى أجواء مؤهلة نفسيا وطبيا، مبينا أن 70 في المائة من المرضى هم من فئة الأطفال وفي مختلف الأعمار، وتزداد الحالات أكثر عند تقلبات الطقس. مراكز متخصصة ويتفق علي عسيري الذي تواجد في مستشفى الولادة والأطفال مع ابنته التي تشكو من الربو مع الرأي السابق، ويقول: الخدمات التي تقدمها مستشفيات الولادة لمرضى الربو هي خدمات متكاملة من حيث التشخيص والعلاج وجلسات البخار، إلا أن ارتفاع المصابين بالمرض وخصوصا الأطفال يستدعي وجود مراكز متخصصة وموزعة جغرافيا في أنحاء جدة، على أن تكون أبواب هذه المراكز مفتوحة على مدار الساعة باعتبار أن أزمة المرض كثيرا ما تحدث ليلا. مطلب ضروري وفي السياق نفسه، رأى المحامي والمستشار القانوني عبد العزيز نقلي أن التوسع في الخدمات الصحية هو مطلب ضروري مع تزايد عدد السكان ومواجهة أعداد المستفيدين من الخدمات الصحية، وبما أن مرض الربو من الأمراض التي باتت تنتشر في بلادنا فإن وجود المراكز الطبية المتخصصة يساعد كثيرا في حل الكثير من معاناة المرضى، خصوصا إذا كانت الأمراض مرتبطة بالأطفال كالربو، فوجود عيادات الربو داخل المستشفيات أو المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة قد لا يعطي الخصوصية للمرضى، ومن هنا فإنني اتفق تماما مع مطالب الآباء في وجود مراكز متخصصة لعلاج الربو وإثراء الأبحاث الطبية المتعلقة بالمرض. الخدمات العلاجية وبعد حصيلة هذه الآراء وضعنا المطالب على طاولة مدير صحة جدة الدكتور سامي باداوود فقال: ليس هناك حاجة لإنشاء مراكز متخصصة لعلاج الربو، حيث إنه من الناحية العملية لن تكون ناجحة لعدة أسباب أهمها أن مريض الربو مثل مريض السكر لابد أن توفر له الخدمة العلاجية في أقرب مكان لمنزله على مدار الساعة، كما أن مرضى الربو يتم علاجهم ببروتوكول واحد وآلية محددة لا يحتاجون فيها إلى خدمات جانبية كما هو الحال مثلا في علاج الأورام. وأضاف «جميع الخدمات المقدمة لمرضى الربو عبر المستشفيات سواء الولادة أو العامة أو المراكز الصحية هي خدمات متكاملة من حيث التشخيص والعلاج وجلسات البخار، وبالتالي فإن وجود مراكز متخصصة قد يجعل تقديم الخدمة أصعب للمرضى من حيث التأخر في الوصول، أما حاليا فإن المريض بالربو بإمكانه يتلقى علاجه في أقرب نقطة له». باداوود أكد أن المشكلة البسيطة التي قد تواجه المصابين بالربو هو الازدحام الذي قد يحدث في بعض الأحيان أثناء التقلبات المناخية والطقس وإثارة الأتربة، وتضع جميع المستشفيات والمراكز المتخصصة خطتها لمواجهة هذا الازدحام، وتقدم الخدمات الصحية للمرضى بكل شمولية متكاملة. مرض الربو وكلمحة طبية فإن مرض الربو هو حالة مرضية تصيب الشعب الهوائية التي تقوم بنقل الهواء من وإلى الرئتين، ويتميز بحدوث نوبات من ضيق التنفس الشديد المصحوب بضغط في الصدر وسعال مستمر وصوت صفير (أزيز) في التنفس ولهاث، يمكن أن يزول تلقائيا أو بالعلاج، وبعد زوال النوبة لا يوجد عند المريض أي من هذه الأعراض، وتبلغ الإصابة عند الأطفال 7-10 في المائة، وتكون عند الذكور ضعف الإناث، أما البالغين فهي 3-5 في المائة، ونصف المصابين يتعرضون للربو قبل سن عشر سنوات ومعظمهم قبل سن 30 سنة، ويمكن أن تتحسن حالة المريض مع مرور الزمن، خصوصا الأطفال عند وصولهم سن المدرسة، وبعض من المصابين بالربو يعانون نوعا من أنواع الحساسية الوراثية أو أحد أفراد عائلتهم لديه شكل من أشكال الحساسية مثل حساسية الجلد أو حساسية الأنف أو الأكزيما، غير أن قسما كبيرا ليس لديه أو لدى عائلته أي نوع من الحساسية، وبشكل عام الربو الذي يظهر في سن مبكر يكون مصحوب بالحساسية الوراثية، أما الربو الذي يظهر متأخرا فليس له علاقة بالحساسية الوراثية، وأهم النصائح الموجهة لمرضى الربو الابتعاد عن الأسباب المهيجة للجهاز التنفسي، ومسببات الحساسية، واستعمال الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، وعدم التدخين أو التعرض للدخان وملوثات الهواء، وتجنب التعرض للروائح النفاذة، خاصة المواد الكيماوية المستعملة في المنظفات ومبيدات الحشرات، وعدم التعرض للتيارات الباردة والابتعاد عن المصابين بنزلات البرد، وإزالة السجاد من غرف النوم، واستعمال أغطية للمخدات والبطانيات والفرش المستعملة للنوم، وتقليل الرطوبة في البيت، وعدم الإفراط في استعمال موسعات الشعب الهوائية، ومراجعة أقرب مركز طبي عند عدم الاستجابة لها.