الصدفة وحدها أنقذت 17 نفسا من أسر السحر في مدينة تبوك، الفاعل ما زال مجهولا، لكن المجني عليهم باتوا ينعمون بالسكينة والسلام، بعد ثمانية أشهر متواصلة من العذابات، فصولها مشكلات وخصومات أسرية، فرقة وكره وبغضاء، طالت آثارها حتى الأطفال الصغار. يروي المواطن سعد الغامدي قصة معاناة أسرته مع السحر وصولا إلى الخلاص منه «بدأت الأحداث بعد أن تلقت أسرته اتصالا من مركز شرطة الحمراء في تبوك، طالبا إحضار شقيقتهم (ح) التي تعمل في أحد مستشفيات تبوك إلى مركز الشرطة بدعوى وجود مطالبات مالية عليها، وبعد أن حضرت وأفراد من أسرتها إلى القسم بدأ رجال الأمن التحقيق معها، لكن المحققين واجهوا معضلة سقوطها مغشيا عليها باستمرار كلما بدأوا التحقيق معها، إلى أن قرر المحققون تحويلها إلى السجن العام، فخسرت صحتها ووظيفتها في المستشفى وهي لا تعلم شيئا عن هذه المبالغ». ويضيف الغامدي: أن معاناة أسرته لم تقف عند حد قضية أخته المالية، فالوضع في المنزل ازداد سوءا «ما أن يصل إخوتي إلى باب المدرسة حتى يعودوا أدراجهم إلى المنزل، وحينما أسألهم عن سبب عودتهم لا يستمعون إلى كلامي، وكأنني لست شقيقهم الأكبر». بداية النهاية لمعاناة أسرة الغامدي جاءت بعد أن أحضروا عاملا لزرع الأحواض الموجودة أمام أسواره، وأثناء الحفر وجد العامل صندوقا ملفوفا «بادرنا بالاتصال بهيئة الأمر بالمعروف التي حضر أفراد منها وأخذوني أنا والصندوق إلى مركز هيئة الخالدية، حيث عمل الشيخ منصور الفرشوطي يساعده آخرون، على فك السحر. من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم هيئة تبوك الشيخ محمد الزبيدي أن الفريق الميداني في وحدة السحر في هيئة تبوك تمكن من فك عمل سحري محكم عده رئيس الفريق من (الأسحار المحكمة)، فهو من سحر (الصرف) أو ما يسمى ب (السحر المائي)، ووضع هذا السحر داخل سمكتين غرست فيهما العديد من الدبابيس والإبر، وعقدت بالخيوط عقدا محكما جدا، وبفكه وإبطاله تبين للفريق الميداني أنه كتبت عليه رموز وطلاسم وحروف وأرقام، وكذلك اسم الفتاة وذويها بهدف إيذائهم.