تتجه بوصلة التنمية العمرانية صوب مكةالمكرمة بسلسلة من المشاريع الحيوية، تلك البقعة التي تحولت إلى ورشة عمل كبرى لا تعرف الهدوء من خلال منظومة من المشاريع الاستراتيجية التي أقرها وباشرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تلك المشاريع التي ستغير وجه أم القرى وتحيلها إلى مدينة ذكية، فمن مشاريع البناء التي طالت 66 حيا عشوائيا تدريجيا إلى ساعة مكة التي ستقف شامخة في وجه الحضارة تعيد ضبط الوقت لمركز الأرض ونواتها (مكة). ومن توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام التي تضاعفت الطاقة الاستيعابية له إلى العناية بماء زمزم. حزمة من مشاريع النماء والتطوير ستكون كفيلة بقلب طاولة العشوائيات على ثرى مكة وإحالة مهبط الوحي إلى أنموذج للمدينة النامية، ولعل من تلك المشاريع الضخمة التي تعكس مدى العناية والاهتمام الذي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمكة الإنسان والكيان، إطلاق مشروع أكبر محطة لتعبئة مياه زمزم في حلتها الجديدة عبر مبنى المحطة بعد غد لتكون المحطة معلما حضاريا جديدا تضخ بتنقية مياه زمزم وتعبئتها إلى أصقاع العالم الإسلامي. وسيدخل المشروع الضخم حيز الواقع في غضون أيام متجسدا في كدي بالقرب من المحطة الحالية التي تشهد إقبالا منقطع النظير هذه الأيام، وتحمل الحلة الجديدة لمحطة زمزم حلا جذريا لمشكلة الزحام التي تمثل هاجسا متكررا في مكة، لا سيما في أيام المواسم الدينية. وسيكون المشروع ذا طابع معماري فريد يمكن من خلاله تنظيم عملية التعبئة بشكل حضاري، حيث جهز المشروع بأحدث التقنيات من مضخات وأشياب تواكب تطور التقنية. وأشرفت على مشروع المحطة الجديدة ومنذ ثلاثة أعوام، وزارة المياه والكهرباء ممثلة في الإدارة العامة للمشاريع بالتنسيق والتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بناء على توجيهات سامية. والمشروع عبارة عن إنشاء محطة لاستقبال وتجهيز وتعبئة وتوزيع مياه زمزم وفق أحدث طرق التقنية العالمية وبنظم آلية لا يتدخل فيها العنصر البشري، جلبت لها المعدات والآليات من أفضل ما توصلت له علوم التكنولوجيا الحديثة. وستنتج محطة زمزم الجديدة (جوالين) بلاستيكية سعة كل جالون عشرة ليترات يتم استعمالها لمرة واحدة فقط، إذ تتلف داخل المحطة بعد ذلك حين حضور صاحب طلب التعبئة لمرة ثانية حيث سيمنح جلونا بلاستيكيا جديدا. وسيكون بمقدور محطة بئر زمزم الجديدة تزويد الحرم النبوي بالعبوات وهي معبأة بالمياه ليتم بذلك الاستغناء عن الناقلات التي كانت تذهب إلى المدينة بمياه زمزم. العمل في محطة زمزم سيكون على مدار الساعة وذلك بغية إنتاج عبوات المياه وستعمل على تشغيل المحطة شركة المياه الوطنية.