جندت شرطة العاصمة المقدسة طواقمها من رجال الأمن لخدمة المعتمرين والزوار الذين يفدون إلى مكةالمكرمة في رمضان إذ تكثف جهودها في المنطقة المركزية للمسجد الحرام عبر انتشار الضباط والأفراد في محيط الحرم المكي لبث الأمن لزوار بيت الله الحرام، ورصد متابعة الظواهر الأمنية والسلبية التي تنتشر في تلك المنطقة. وفي ذلك أوضح ل «عكاظ» مساعد مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد سلطان العصيمي أن خطة شرطة العاصمة المقدسة تعتمد على تكثيف الجهود من ضباط وأفراد لتسهيل مناسك المعتمرين والمصلين الذين تكتظ بهم جنبات المسجد الحرام في رمضان إلى جانب القضاء على الظواهر السلبية كالنشل، الافتراش، التسول، والباعة المتجولين وغيرها من الظواهر السلبية، وكذلك توفير أعلى درجات الأمن للزوار لتسهيل أداء العبادات بكل يسر وسهولة. وكانت «عكاظ» أجرت جولة قبل حلول مغرب أمس الأول بقرابة الثلاث ساعات اطلعت خلالها على مجريات تنفيذ الخطة التي أقرتها شرطة العاصمة المقدسة ورصدت كاميرا «عكاظ» في بداية الجولة على المنطقة التي يكثر فيها الزوار والمعتمرون في المسجد الحرام وهي منطقة «المسيال» التي تقع أمام بوابة الملك عبد العزيز المواجهة للطريق الواقع بين وقف الملك عبد العزيز وفندق دار التوحيد، حيث كان هناك تواجد أمني كثيف لفك الاختناقات والازدحامات التي قد تحدث في أي وقت، خصوصا قبيل الإفطار وحتى انتهاء صلاة التراويح. وعن ذلك يقول مساعد مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد سلطان العصيمي: «تشهد منطقة المسيال كثافة بشرية خلال أوقات الذروة، ويمنع أفراد الأمن الافتراش في هذه المنطقة بالذات، لمنع عمليات الازدحام التي يسببها افتراش البعض من معتمرين وزوار، حيث يقف أفراد شرطة العاصمة المقدسة بمشاركة طلاب مدن تدريب الأمن العام الذين يخضعون إلى تدريب عملي في رمضان، في نقاط معينة، وضعت في الخطة، لإزاحة كل من يعمد إلى الافتراش». وقبض أفراد الشرطة خلال الجولة على أربعة متسولين من جنسيات عربية قدمت لأداء العمرة، حيث تم رصدهم في مواقع معينة، يستميلون قاصدي المسجد الحرام، ويستعطفونهم بطرق محترفة لكسب الأموال، وقد تم إرسالهم إلى قسم الشرطة لاستكمال الإجراءات اللازمة معهم وتوجيههم إلى الجهات المعنية للتعامل معهم. وأشار مساعد مدير شرطة العاصمة المقدسة إلى أن الكثير من القادمين لأداء فريضة العمرة من جنسيات مختلفة يكون همهم الأول والأخير هو التسول حيث تعد هذه الأيام ذهبية لهم، لاستنزاف أموال الزوار والمعتمرين، ويتم التعامل معهم بكل حزم، حيث يعد التسول من الظواهر السلبية. واستحدثت شرطة العاصمة المقدسة مكتبا ميدانيا تابعا لقسم شرطة أجياد وهو قريب من المنطقة المركزية، وذلك لتسهيل مهام رجال الشرطة في التعامل مع المتسولين والنشالين الذين يتم القبض عليهم في محيط المسجد الحرام، والتحفظ عليهم إلى أن يتم إيصالهم إلى القسم وذلك مراعاة للحركة المرورية التي تكون مزدحمة في هذه الأوقات، وتسهيلا للجهود، وتوفيرا لوقت رجال الأمن في متابعة عملهم الميداني. من جهته أوضح العقيد محمد الروقي من شرطة العاصمة المقدسة أن فكرة إنشاء مكتب ميداني للشرطة قريب من الحرم المكي أتت لتكثيف جهود رجال الأمن، وكذلك لما يشهده محيط المسجد الحرام من ازدحامات مرورية تعيق عمل الأفراد في إيصال من يتم القبض عليهم من النشالين والمتسولين، الأمر الذي يقنن الجهود، فكانت فكرة إنشاء مكتب ميداني بمثابة الحل الجذري في مواصلة أعمال الشرطة، مضيفا أن من أكثر الأوقات التي تكثر فيها عمليات النشل هو الوقت الذي يكون مشارفا على أذان المغرب، وأثناء صلاة التراويح، حيث يتم تكثيف الدوريات الراجلة للقبض عليهم، ومعرفة أماكن تواجدهم. ويواجه أفراد الشرطة بعض الصعوبات والمعوقات كفهم معلومات المعتمرين التائهين حيث تكون بعض اللاصقات المعنونة بها أماكن سكنهم خاطئة مما يشكل صعوبة في إيصالهم خصوصا أن البعض من المعتمرين من دول غير ناطقة باللغة العربية. وبخصوص هذه المعضلة يقول العقيد الروقي: «عند مواجهتنا لمثل هذه الأمور، نحاول بقدر الإمكان معرفة المعلومات الصحيحة، وذلك عن طريق استعانتنا بأفراد من بني جلدتهم ناطقين باللغة العربية للمساهمة في عملية التواصل معهم، ومعرفة أماكن سكناهم، وبالتالي إيصالهم إليها، أو عن طريق الاستعانة بمراكز إرشاد التائهين الذين يبذلون جهودا ملموسة معنا في المساعدة على إيصالهم إلى ذويهم».. وقبل انتهاء الجولة وعند نقطة فرز النقل الجماعي الذي ينقل الزوار إلى الفنادق القريبة من المسجد الحرام، يقف رجال شرطة العاصمة المقدسة بكافة قياداتها وعلى رأسهم مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد إبراهيم الحمزي، ومدير الأمن الوقائي العميد عساف القرشي، لتنظيم الحشود الهائلة التي تخرج من الحرم المكي، بعد أداء صلاة التراويح. ومن جهته ذكر العميد عساف القرشي أن مناطق فرز الحشود التي تذهب عبر حافلات النقل الجماعي تشهد ازدحاما شديدا خصوصا الجهة الشرقية للحرم المكي، حيث يتم عمل «كردون» بشري لإدخال الزوار تدريجيا تلافيا للازدحامات، وتسييرهم وفق خطط مدروسة تم تدريب رجال الأمن عليها قبل حلول شهر رمضان.