انقضى نصف الشهر وبقي نصفه الآخر، ولكن ما الذي قضيناه نحن، بالنسبة لي أعتقد أن رمضان أصبح أنموذجا مكبرا لحالة التناقض التي نعيشها وتجعلنا مزدوجي الشخصيات مرتبكي المواقف، وإلا لِم يحدث ما يحدث في أيامنا وشهورنا وأعوامنا من ارتباكات ومنها: نحن نمعن في الصوم طوال يومنا بإصرار عجيب على الالتزام بشروط الصيام، ولكننا نمعن منذ العصر في استحضار كل الوجبات ومن كل الثقافات كي نحشو بها معداتنا بعد المغرب، وكأننا في معركة تعويض لا نهائية. نحن نتماوت على مكاتبنا وفي أداء وظائفنا، ولكن ما أن نتحكم بمقود سيارتنا حتى تهب فينا حماسة عجيبة، وكأننا أخذنا منشطا عجيبا بث فينا قوة هائلة ومدمرة. ونحن نمعن في استحضار الآيات وقراءتها واستحضار الأحاديث وتبصر دلالاتها، ولكننا بعد الإفطار لا نترك شيئا يبرق على التلفاز حتى اختطفناه بأعيننا. نحن نرتجل أحاديث النبل والصدق والنزاهة طوال يومنا، وما أن نذهب إلى سوق حتى نجد من يسرق بهذه الأقوال جيوبنا. نحن ونحن.. الممعنين في الصيام أكثر تخمة، والداعين إلى النزاهة أكثر تسلقا، والمحامين عن الحقوق أكثر التهاما لها.. ونحن عكس كل خلق الله.. ليس لنا وجهان فقط، بل عشرات الوجوه في البيت والعمل والاستراحة والسفر والجيران والأصدقاء والأهل.. و.. و...و.. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة