نشر ثقافة التنظيم، والقضاء على العشوائية، وضمان سهولة حركة المركبات أمام صالات المغادرة والقدوم، هي المبررات التي أعلنها المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني (خالد الخيبري) لفرض رسوم على دخول السيارات وخروجها، في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، وليت الأستاذ «الخيبري» تجول بنفسه، وسار على قدميه، وغاص في الثقافة المختلفة للناس، وأحضر معه ما يرصد به ردود أفعالهم، لخرج بطائفة من المعاناة التي أحدثتها الرسوم، وهي -كما قال بعض المواطنين- لا تعدو أن تكون «جباية» (صحيفة المدينةالمنورة، 24 شعبان 1431ه، الصفحة الأولى) في عصر ولى فيه عهد الجباية، وحل محله عهد التنظيم الاجتماعي السعودي، وفق منهجية علمية مدروسة. لا يختلف اثنان عاقلان على أهمية نشر ثقافة التنظيم، والقضاء على العشوائية، وسهولة حركة المركبات، بل بالعكس فالمواطن هو المستفيد الأول والأخير من هذا التنظيم، ومن ثم فمن الواجب عليه التجاوب معه، والالتزام به، وتطبيقه في كل سلوكياته، ولكن ليس على طريقة «استنزاف الجيوب» والانفصال المريع بين إعلام الجهة المعنية بمطار الملك عبد العزيز الدولي الناس مسبقا، وفرض ثقافة جاهزة، توجه فكر الناس وسلوكهم نحو أهداف، بعيدة عن التقنيات الحضارية، تكون سببا في علاقة انتكاسية بين المواطن من جهة، والطيران المدني من جهة أخرى. دفاع الأستاذ «الخيبري» عن مستثمر مواقف المطار يثير التساؤلات، والدهشة، والاستغراب: «إن الخدمة التي يقوم بها المستثمر، ساهمت في عمليات تعديل وتحسين المسارات أمام البوابات»، ولا أدري على أي أساس أصدر الأستاذ «الخيبري» هذا الحكم ؟ أعلى دراسة علمية مقننة، استخدمت مناهج البحث العلمي، واستطلعت آراء عينة من الجمهور ؟ أم على التخمين، والتقدير الشخصي ؟ وفي الحالة الأخيرة فإن الحكم مرفوض، وغير قابل للتسليم به، لأنه حكم قام على قصور من أصدره، الأمر الذي أرجو معه أن يطرح المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني، هذه القضية أمام الجمهور، الذي يستخدم المواقف برسوم مفروضة عليه، مما يعرضه لخسارة مالية مضاعفة، لا تمكنه من الصمود أمام غزو الرسوم، التي استخدمت أسلوب الإسقاطات (إسقاط معطيات الحاضر على المستقبل) بما لا يجعل صاحب القرار، قادرا على التغيير والتجديد، بل تنحصر أهدافه بكل ما فيها من نقائص ومفارقات، على تقبل الجديد المترهل، الذي لا يعرف التخطيط إليه سبيلا. القضية الآن أصبحت قضية رأي عام، والمشكلة التي تواجه الناس في مطار الملك عبد العزيز الدولي بمحافظة جدة، هي مشكلة تطبع كل المرافق الحيوية، وتطرح إشكالية الاختيار بين نموذج غربي في المطارات، ونموذج عربي في تطبيق عشوائي، لا يستجيب لمتطلبات العصر، وإنما ينتقي حالات، لا ترتكز على نموذج أصيل، تتوافر فيه الأصالة والمعاصرة. إن تنظيما يفرض بالرسوم، يذهب بالرسوم وعندما تواجه المجتمعات أشكالا من التحديات, تقف موقف الدفاع عن نفسها. BADR8440&YAHOO.COM فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة