خففت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من حجم التأثيرات المتوقعة جراء «الحالة المدارية» التي ستتأثر بها المناطق الجنوبية للمملكة، خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما شهدت منطقة جازان أمس هطول أمطار غزيرة تسببت في عزل قرى عدة عن محيطها الجغرافي. وأشار المتحدث الرسمي باسم الرئاسة حسين القحطاني، إلى أن توقعات المتنبئين الجويين تشير إلى احتمال هطول أمطار تتراوح كمياتها بين متوسطة وغزيرة على المناطق الجنوبية، مستبعدا في الوقت نفسه أن تخلف هذه الأمطار كارثة فيضانات. وجاءت تصريحات المتحدث باسم الرئاسة بعد ذكر موقع BBC البريطاني، أن مناطق جازان وعسير وجنوب البحر الأحمر ستشهد «فيضانات غير مسبوقة» ابتداء من اليوم، على أن تبلغ هذه الفيضانات ذروتها يومي الأربعاء والخميس المقبلين. وأوضحت رئاسة الأرصاد في إعلان على موقعها الإلكتروني، أن الإحصاءات المناخية في مثل هذه الأيام من شهر أغسطس تشير إلى تكون السحب الركامية الرعدية الممطرة على الجبال الواقعة شرق منطقة جازان، وتتحرك هذه «الخلايا» في فترة المساء من الشرق إلى الغرب. وأشارت الرئاسة في الإعلان الموقع باسم متنبئ الظواهر الجوية عبدالرحمن بن إسماعيل مشتاق، إلى أن مدينة جازان سبق أن تعرضت لعواصف رعدية شديدة في شهر أغسطس من العام 1991، وتجاوزت سرعة الرياح 200 كيلو متر في الساعة، واستمرت تلك الظاهرة خمس دقائق فقط، لكنها خلفت خسائر في الأرواح والممتلكات. وأكدت الرئاسة أن الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات تنفذ عمليات مراقبة مستمرة على مدار الساعة للأحوال الجوية، وستصدر تحذيراتها «أولا بأول». داعية الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر. ميدانيا، أدت الأمطار التي شهدتها منطقة جازان أمس، إلى منع السكان من العودة إلى منازلهم، بعد أن عزلت السيول قرى صامطة، وقطاع القفل عن بقية أجزاء المنطقة. ورصدت «عكاظ» الأوضاع في قريتي شعب دهمي وسوق الليل التي غمرت الأمطار منازل الأهالي القاطنين فيها، فيما لايزال سكان القريتين معزولين عن بقية المنطقة، بعد انهيار الجسر الوحيد المؤدي من وإلى القريتين. وفي قرية «الحقلة» جرفت السيول المتدفقة من وادي المغيالة الطريق الوحيد المؤدي إلى القرية، والذي يربطها بمركز القفل، وجرفت الطبقة الأسفلتية بالكامل، ما قطع الطريق على السكان المتجهين إلى منازلهم. إلى ذلك، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار الأمطار على أجزاء كبيرة من منطقة جازان، تمتد إلى الوسط والشرق في فترة ما بعد الظهر وحتى ساعات الليل الأولى. فيما حذر الدفاع المدني سكان جازان من الاقتراب من الأودية، ودعاهم إلى الابتعاد عن الأماكن المرتفعة والمكشوفة، خوفا من مخاطر الصواعق الرعدية.