قطعة من قلب الإنسانية ذهبت، وعبقرية وصلت إلى المنافسة على أعلى منصب في اليونسكو فقدها العالم، ومنطق وعمل باهر ما انحدر قط وظل يحلق حتى غاب في السماء. ويبقى غازي علما في الأدب وعلما في تعريف المنصب والمسار الصحيح للمسؤولية. كلهم بكوا رحيلك يا غازي. الذين لم تكن نفوسهم مثل نفسك ورموك بما استطاعوا عاد عليهم ما رموا لأنهم كانوا يرمون إلى أعلى. هؤلاء بكوا عجزا وغيظا. أما الذين بكوا فقدا وحبا فهم الفرقة الكبرى ممن عرفت ولم تعرف، ويعيشون متلذذين بانتاجك الغزير بأنواعه وحقوله. أيها الانسان الذي أغنى وجوده وتعبيره وانطلاقه عن القواميس في تعريف معاني الانسان بواقعيته وتواضعه وحريته وحبه ومعاني المسؤول والمخلص والعالم، أشكرك باسم كل انسان عشق بيانك وأعمالك ولينك وفهمك وابتسامتك الدائمة واجتهادك وكرك فيما بدا لغيرك مستحيلا. علمتني احترام الإنسان لأخيه الإنسان. صببت الثقة في نفسي صبا. رسالة واحدة من نجم مثلك ألقيت يوما من الجوزاء ردا على بذرة مثلي في البيداء جاءت بالماء والهواء والدواء، فخرجت انتشي وأناجي النجم وابتسم للحياة وأمتليء آمالا، وأدفن مغالطات الغثاء لأرى نفسي انسانا كاملا قادرا مساويا لغيري، وأحفظ الرسالة في صدري وساما محفزا نادرا غاليا. ياغازي: لا أحتاج لاستسماح ولا لاعتذار لذكر اسمك وحده فهو غني محلق فوق الألقاب. رحيلك يهز ويؤلم ويدوي ويغلب كل حدث وصوت وإحساس، أما رصيدك فثابت راسخ كالجبال وفي أرجاء الأرض ينفع الناس ويرفع لك الدعاء ويكون خير العزاء والبقاء في القلوب. رحمك الله أيها الإنسان الحبيب الكريم وغفر لك، وأحسن الله عزاء الإنسانية فيك. د. فارس محمد عمر توفيق – المدينة المنورة