تمكن فريق طبي سعودي ولأول مرة في مستشفى الملك فهد في جدة من إجراء جراحة نادرة في ساعتين لشاب عشريني دون فتح الجمجمة، والوصول إلى مناطق الكسور عن طريق الأنف. وأوضح رئيس الفريق الطبي استشاري جراحة الأنف والجيوب الأنفية في المستشفى الدكتور محمد محمود زهران، أن الشاب تعرض لحادث مروري نتج عنه كسور متعددة في قاع الجمجمة والوجه، مما أدى إلى حدوث غيبوبة وشلل في عصب الوجه الأيسر وتسرب للسائل المحيط في المخ والحبل الشوكي والذي يعرف باسم الأم الجافية. وأشار إلى أنه تم عمل الإجراءات التخصصية العلاجية اللازمة من قبل الفريق العلاجي لتشخيص مكان تسرب سائل المخ والذي كان نتيجة كسر في جدار الجيب الأنفي النخامي العلوي، وتم وضع خطط العلاج الجراحي لعلاج الكسر وتسرب السائل عن طريق الأنف وذلك بالوصول لمنطقة الكسر في قاع الجمجمة عن طريق الأنف دون الحاجة لفتح عظام الجمجمة أو أنسجة المخ باستخدام المناظير الضوئية والتقنيات الحديثة التي تتضمن استخدام جهاز المستكشف. وأضاف زهران أن حالة المريض مستقرة، وأن وجود الكسر تسبب في تسرب سائل المخ إلى الجيب الأنفي النخامي وبدوره للأنف والذي كان من الممكن أن يتسبب في حدوث التهابات حادة مثل «الحمى الشوكية أو خراج في أنسجة المخ»، ولذلك توجب معالجة منطقة الكسر المؤدي إلى التسرب والذي كان سابقا يعالج عن طريق فتح الجمجمة ورفع أنسجة المخ للوصول إلى قاع الجمجمة ومعالجة ذلك التسرب، ولكن مع التطور التقني في مجال جراحات الجيوب الأنفية والمنظار تمكن أطباء جراحة الجيوب الأنفية من الوصول إلى مناطق عميقة أو محيطة بالأنف مثل العين والغدة النخامية والتجويفات داخل قاع الجمجمة، من خلال فتحات الأنف دون الحاجة إلى إجراء أي شق في الوجه أو الرأس وباستخدام المناظير الضوئية وبمساعدة جهاز المستكشف الذي تم توفيره في مركز المساعدية التخصصي في مستشفى الملك فهد في جدة منذ عام تقريبا. وأفاد زهران أنه تم رتق منطقة التسرب باستخدام رقعة من فخذ المريض ووضعها في سقف الجيب الأنفي النخامي بعد تعديل طرفي الكسر ثم وضع دعامات لتثبيت الرقعة، كما تم وضع أنبوب في ظهر المريض للمحافظة على ضغط السائل المحيط في المخ منخفضا مما يساعد على بقاء الرقعة في مكانها وذلك في الأيام الأولى من فترة النقاهة، وتماثل المريض للشفاء مغادرا المستشفى بعد الاطمئنان على سلامة صحته. يشار إلى أن الفريق الطبي تكون من كل من استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور خالد دمياطي، واستشاري التخدير الدكتور أحمد مصطفى، واختصاصية جراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتورة لقاء نتو، والمشرفين على تقنية المستكشف عبد الرحمن الحارثي، ونور العايش.