أنشأت «عكاظ» في إحدى صفحاتها الاجتماعية زاويتين، الأولى تحمل عنوان «قدموا إلى الدنيا» والثانية «رحلوا عنها»، وهما متجاورتان، وقد لاحظت أن القادمين أكثر عددا من الراحلين وهذا أمر طبيعي في جميع أنحاء العالم لا سيما الذي تسلم بلدانه من الحروب والأوبئة القاتلة ويرتفع متوسط الأعمار فيه بفضل من الله ثم بسبب الرعاية الصحية، ولذلك يرتفع عدد سكان معظم الدول عاما بعد عام ومنها هذه البلاد التي يقال إن نسبة الإنجاب والمواليد فيها عالية جدا، ومع ذلك فإن الفزع من الموت أمسى أكبر من الفرح بالحياة مع أن كليهما مخلوقان من مخلوقات الله «الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور»، وقد قدم الموت في الآية على الحياة لأنه الحقيقة الكبرى التي لا مناص عنها، أما الحياة فهي ممكنة وغير ممكنة والإنسان يمكن أن يعيش ويمكن ألا يعيش، ولكن لا يوجد مخلوق على الأرض يمكن ألا يموت «كل من عليها فان». ومن العجائب والعجائب جمة.. أنه على الرغم من علم الإنسان وهو علم يقيني بأن الموت هو النهاية المحتومة لجميع الأحياء، فإن التكالب على الدنيا يصل إلى حد الصراع القاتل واستخدام كل وسائل المكر في سبيلها، فكيف لو أن الله عز وجل لم يخلق الموت وجعل الحياة سرمدية.. ماذا كان سيحصل على وجه الأرض من صراع وسفك للدماء ربما يصل إلى حد الفناء والإفناء، ومع ذلك فالصراع على الدنيا حاصل وقائم، حتى بين الذين يؤمنون بالبعث والحياة الأخرى وأن هناك حسابا وعقابا ونارا وجنة، إلا أن الملاحدة يكونون أكثر إقبالا على الدنيا وصراعا حولها لأنهم يقولون «ما هي إلا حياتنا الدنيا». ويتحدث بعض الناس عن تزايد موت الفجاءة، وهم على حق، فكم عزيت إنسانا في قريب له ثم بلغني، بعد يومين أو ثلاثة، أن من عزيته لقي وجه ربه وبلا مقدمات، ولعل ذلك من علامات الساعة، وأن الطب يتقدم والموت ماض في سبيله غير آبه بأحد!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة