أفاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصل أمس إلى باكستان أن العالم أجمع يقف مع هذا البلد الذي يواجه أسوأ فيضانات في تاريخه، واعدا بتقديم كافة المساعدات الضرورية للمتضررين. ووصل بان كي مون بطائرة تابعة لسلاح الجو الباكستاني إلى قاعدة شكلالا الجوية قرب إسلام آباد حيث أجرى فور وصوله محادثات مع الرئيس آصف زرداري ورئيس الوزراء يوسف جيلاني. وقال بان للصحافيين إنه يزور باكستان ليعبر عن «تعاطف وتضامن» الأممالمتحدة مع شعب وحكومة باكستان والاطلاع على «ما يجب القيام به» في هذه الظروف. وتابع بان كي مون «سنحاول حشد كل المساعدات اللازمة والتذكير بأن العالم أجمع يقف مع شعب باكستان في هذه المحنة» . إلى ذلك وافق رئيس الوزراء يوسف جيلاني، على اقتراح طرحه رئيس حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف إقامة هيئة وطنية مستقلة لتوزيع مواد الإغاثة على متضرري الفيضانات، لضمان الشفافية في جمع وإدارة وتوزيع أموال الإغاثة. وكان جيلاني قد عقد اجتماعا مع شريف في إسلام آباد، بهدف تعزيز الجهود لدعم المتضررين من الفيضانات. وقال شريف الذي زار المناطق المنكوبة إنه شاهد دمارا لم يسبق لها مثيل، بسبب الفيضانات، مضيفا أن هناك حاجة لتوحيد الجهود لمواجهة الكارثة الكبرى. وأفاد أن الفيضانات أثرت على 20 مليون باكستاني نزحوا من أماكنهم، ودمرت المحاصيل الزراعية والمخازن الغذائية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، مما تسبب في خسائر هائلة للاقتصاد الوطني. من جهة أخرى، أعلن مسؤولون أمنيون محليون مقتل 13 متمردا وجرح خمسة آخرين أمس بصاروخ أطلقته طائرة أمريكية بدون طيار على مجمع للمتمردين في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان عند الحدود الأفغانية. واستهدفت الضربة الأمريكية قرية ايسوري التي تبعد 20 كيلو مترا شرقي ميران شاه كبرى مدن شمال وزيرستان المنطقة القبلية التي تعد من معاقل حركة طالبان والمقاتلين الموالين لتنظيم القاعدة. وقال مسؤول محلي طالبا عدم كشف هويته أن «صاروخا أطلقته طائرة أمريكية بدون طيار أصاب مجمعا للمتمردين في القرية وقتل 13 منهم على الأقل بينهم عدد من الأجانب». وأكد مسؤول أمني آخر أن المقاتلين طوقوا القرية وأرغموا سكانها على البقاء في منازلهم بعد الغارة. ولا يؤكد الجيش الأمريكي هجمات طائراته بدون طيار لكن القوات الأمريكية المنتشرة في أفغانستان ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) التي تنشط في المنطقة هي الوحيدة التي تستخدم طائرات بدون طيار. وقتل قرابة ألف شخص في أكثر من 110 هجمات طائرات بدون طيار في باكستان منذ أغسطس 2008 بمن فيهم قادة من حركة طالبان.