اعتبر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة اتحاد اتصالات «موبايلي» المهندس خالد الكاف، أن تقنية الجيل الرابع تعد النموذج الأبرز لتوفير خدمة اتصالات راقية بسرعة في نقل البيانات، والتواصل المستمر بتكلفة تصل إلى نصف تكلفة خدمات الجيل الثالث. وقال ل«عكاظ» إن السبع سنوات الماضية كانت كفيلة بالتأكيد على أهمية النطاق العريض في خدمة مستخدمي الإنترنت، وتحقيق عوائد مجدية لشركات الاتصالات التي تضخ جزءا كبيرا من استثماراتها في هذا الجانب. وأشار إلى أن هيئة الاتصالات تمكنت بنجاح من إيجاد بيئة تنافسية كاملة، محاطة بالعديد من الإجراءات التنظيمية الرصينة. وأضاف أن الحيوية التي يتميز بها قطاع الاتصالات في العالم، حمته كثيرا من الأزمة التي ضربت الاقتصادات العالمية، مؤكدا على أهمية التحالفات لتحقيق صورة أشمل لمفهوم النجاح. وإلى تفاصيل الحوار: الشراكات والارتقاء بالتقنية • إلى أي مدى يمكن التعويل على الشراكات الدولية في الارتقاء بمستوى قطاع الاتصالات؟ إن العالم الذي أصبح كالقرية الصغيرة لا يمكنه أن يستغني عن الشراكات الدولية، ولا أعتقد للتخوفات أي دور في التقليل من شأن ذلك، بل أرى في الائتلافات الحالية النموذج الحقيقي وبداية الطريق الصحيح نحو تطوير أي عمل. وما يحاول البعض ترديده من أن الائتلافات ربما قللت من هيبة وسمعة الشركات، أرد عليهم بالتأكيد على أن الشراكات لا يدخلها إلا الكبار، فلم نسمع عن شراكة بين شركتين إحداهما دون المستوى، وأخرى عريقة أو راسخة في القدم، لأن منطق الشراكات يجب أن يبنى على الاستفادة والمصلحة. والمنطق يقول إن الكبار لا يتعاملون إلا مع الند. وفي «موبايلي» على سبيل المثال، طبقنا العديد من الشراكات بصورة موسعة، راعينا فيها مصالحنا، باختصار كانت شراكات ناجحة لم تخرج عن النمط العالمي، حيث وقعنا عقودا ضخمة مع شركات سويدية، وأخرى صينية، وثالثة فرنسية، وأمريكية، وكورية، وجميعها اتفاقات مع شراكات لها وزنها في السوق العالمية، لكنني أكرر وأقول إن الشراكات هي الطريق الأنسب لضخ خبرات مختلفة لتطوير الأعمال. الشراكات والأزمة العالمية • يقال إن الشراكات ربما كانت نتيجة حتمية للأزمة العالمية؟ لا أظن ذلك، فالشراكات في العالم ولدت قبل الأزمة بعدة عقود، ونجحت ولم تبدأ عقب الأزمة. بل عززت الأزمة من أهمية السرعة في الترابط بما يقلل الخسائر كما هو الحال في الاندماجات بين شركات عالمية، لذا سارعت الشركات التي لها وزن في السوق بتعزيز الشراكات، فيما التي خالفت الأمر ترنحت أسهمها في السوق العالمية. • لكن كيف تصنفون ثبات قطاع الاتصالات وعدم انهياره في الأزمة العالمية الأخيرة؟ لا أحد يستطيع القول إن هناك قطاعا لم يتأثر بالأزمة، لكن الصحيح أن الأزمة تسببت في غرق بعض القطاعات، وأثرت على قطاعات أخرى وطالت بعض القطاعات بصورة محدودة. لكن قطاع الاتصالات، الذي كما ذكرت كان أقل القطاعات الاقتصادية تأثرا بالأزمة بسبب الحيوية التي يتمتع بها دون القطاعات الأخرى، والسرعة التي يتعامل بها مع الأحداث. النطاق العريض • بصفتكم سباقون في مجال النطاق العريض، إلى أي مدى ترونه عزز مجال الإنترنت، وألغى الاعتماد على إنترنت الكيابل؟ لا أحد يمكنه نفي أن الطلب على وصلات خدمات النطاق العريض المحمول في ازدياد مضطرد، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تضاعف الطلب على خدمات النطاق العريض منذ أكثر من أربع سنوات. كانت حصة موبايلي من ال1.41 مليون اشتراك هي أكثر من مليون مشترك نطاق عريض عبر الهاتف المتحرك في باقاتها عالية الاستخدام فقط، أي حصة سوقية قدرها 70 في المائة في قطاع النطاق العريض عن اللاسلكي و36 في المائة من مجموع اشتراكات النطاق العريض بشكل عام في المملكة. ويرى جميع المحللين، وفي مقدمتهم شركة «بوز ألن هاملتون»، أن مستقبل النطاق العريض المحمول دخل أوج نشاطه في ظل تحرر السوق وزيادة المنافسة وبروز التقنيات الجديدة، وذلك منذ سبع سنوات تقريبا. ونحن في موبايلي أدركنا هذا السر منذ وقت مبكر، فضخينا استثمارات ضخمة في بنيتنا التحتية، وأنشأنا شبكات للجيل الثالث المطور ساهمت في صناعة مفهوم جديد للنطاق العريض. وبالتالي نعتبر أنفسنا جزءا من النجاح الذي تحقق للنطاق العريض في المنطقة، ليس لسبب ما ولكننا على اطلاع دائم بجديد القطاع ومراحل تطوره، لذا واكبنا الخدمات مبكرا، وإلى اليوم تجد أننا نعمل على الاستثمار في هذا الجانب، أخيرا رقينا الخدمة في المدن والقرى، لتصل التغطية أكثر من 92 في المائة من المناطق المأهولة بالسكان، لنحافظ بذلك على السبق والصدارة لقائمة الشركات المالكة لأكبر شبكة للبرودباند المحمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. الاستثمار في النطاق العريض • برأيك هل سيقف التطور في بحث الشركات عن كيفية الاستثمار في النطاق العريض؟ في نتائجنا المالية الأخيرة ساهم النطاق العريض في تحقيق إيرادات ممتازة للشركة، وكما هو الحال في القطاع فلن يتوقف بحث الشركات عن تطويع هذه التقنية لخدمة المستخدمين ولتحقيق عوائد جيدة لهم. نمو شبكات النطاق العريض لدينا يصحبه نوع من التحدي، في أواخر العام الماضي أعلنا عن شبكات حزم البيانات العالية الاتصال المطورة (HSPA+) وطرحنا منتجات تتوافق مع السرعات التي توفرها هذه الشبكات، التي تصل إلى 21 ميجا بت لكل ثانية. صاحب كل هذه حملة إعلانية ضخمة لكننا لم نقف عند هذا الحد، فمطلع هذا العام أعلنا أننا كسبنا الرهان وأنهينا اختباراتنا لرفع سقف السرعة إلى 42 ميجا بت. ولعل هذا أوضح دليل على أن التطور في النطاق العريض لن يقف عند حد معين. ونحن في «موبايلي» سنجند كل الطاقات لتحقيق الاستفادة القصوى، وهذا أحد الأهداف التي تسعى «موبايلي» لتحقيقها في الخمس سنوات المقبلة، حيث نهدف إلى المحافظة على ريادتنا في تطبيقات وخدمات البيانات. الجيل الرابع • البعض لازال ينظر إلى الجيل الرابع بكثير من الغموض، كيف يمكنكم إزالة هذا الغموض؟ الأمر قد يكون غريبا على الهواة، لكنه حتما معروف لدى المحترفين، فإذا عرفنا أن أنظمة اتصالات الجيل الثالث صممت لنقل معلومات بحجم يصل إلى 2 ميجا بايت، لكن عمليا فإن المعلومات التي يمكن نقلها لا يمكنها الوصول إلى هذا الرقم في كل مرة، من هنا نعرف أهمية التوجه نحو تطوير تقنيات جديدة في الاتصالات وصولا للغرض الواسع في نقل البيانات. ومن هنا جاء الجيل الرابع، الذي يضم مجموعة من التقنيات والمواصفات التي ستظهر في شكل أنظمة اتصالات جديدة للوصول إلى تقديم خدمات المعلومات اللاسلكية واسعة النطاق. مزايا الجيل • لكن ما أبرز مزايا هذا الجيل على المستوى العام؟ الجيل الرابع عبارة عن شبكة تحوي عدة شبكات تقدم خدمات اتصالات مختلفة، وأهم ما يميز هذا الجيل النفاذ اللاسلكي إلى الشبكات الواسعة النطاق، وإمكانية التنقل بين الأنظمة المختلفة بجهاز واحد من شبكة إلى شبكة الأقمار الصناعية إلى الشبكات اللاسلكية المحلية، كما أن المستخدمين يمكنهم عبر الجيل الرابع الاتصال بالإنترنت مع بعضهم البعض من خلال أجهزة مختلفة في أي وقت أو مكان وعلى أي نطاق. وقد تكون تلك المزايا عامة، لكن أبرز ما يمكن تحقيقه عبر الجيل الرابع يتمثل في سعة البث العالية، سهولة التنقل بين عدة خدمات، اتساع محيط التغطية، والأهم أن تكلفة هذه الخدمات تكون منخفضة، قد تصل إلى نصف حجم تكلفة الجيل الثالث، كما سيوفر الجيل الرابع سرعات متقاربة للأشخاص في المواقع الثابتة عن آخرين داخل سيارة وإن تعدت سرعتها 200 كيلومتر في الساعة مثلا. سوق رئيسة للتقنية • وكم تبعد شركات الاتصالات في المملكة عن هذه التقنية؟ تشير البحوث إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستكون سوقا رئيسة لتقنية التطور طويل الأمل أو الجيل الرابع، وربما حتى تسبق أوروبا في استيعابها، ونظرا لضعف المنطقة بشكل عام في مجال البنية التحتية الثابتة للنطاق الواسع فإن تقنية التطور طويل الأمد سوف تكتسب أهمية خاصة بالنسبة للسوق. ونحن في «موبايلي» نمتلك بنية تحتية متينة لذا تجد أننا من أوائل الشركات في المنطقة التي أعلنت عن الانتهاء من اختبارات الجيل الرابع مع شركات عالمية، ننتظر فقط أي إجراءات أخرى تتعلق بالطيف الخاص بالجيل من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. ذروة الجيل الرابع • كيف يمكن تطويع تقنية الجيل الرابع لخدمة القطاعات الأخرى؟ ولنأخذ قطاع الإعلام مثلا. أتوقع أن تحدث ثورة في كافة وسائل الإعلام عندما يبلغ الجيل الرابع ذروته خلال الفترة ما بين عامي 20122015م، حيث سيتلاشى البث الجماعي لتنقل تقنية العالم إلى البث الفردي، فيما يتعلق بالتلفاز أو الإذاعة، وبذلك تستطيع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تحقيق انتشار أوسع، فعند بث خبر ما يمكن أن يصل للرجال والنساء والأطفال بصيغ مختلفة، بحيث تتناسب مع مفاهيمه وميوله وبذلك تصل الرسالة الإعلامية بشكل أوضح وأسهل. • أخيرا كيف تقيم دور هيئة الاتصالات في القطاع؟ لست من يقيم جهود ودور الهيئة، ولكن من وجهة نظري فإن الهيئات التنظيمية المسؤولة عن القطاع في الشرق الأوسط أصبحت أكثر براعة في إدارة شؤون التنافسية. وفي المملكة، نجد أن هيئة الاتصالات تمكنت بنجاح من إيجاد بيئة تنافسية كاملة محاطة بالعديد من الإجراءات التنظيمية الرصينة لذا فهم يقومون بعمل أكثر من رائع.