استغل القارئ الشاب الشيخ توفيق الصائغ حب الشباب والناشئة له، ليركز عليهم خطابه في خطبة الجمعة، وفي المقابل ينظر إليهم أنهم القطاع الأكبر والأهم في المجتمع، وعليهم تعقد آمال الأمة، ويرى أيضا، أن توجيه الخطاب للشباب كنوع من الإحلال للخطابات الأخرى الموجهة له من منابر أخرى، معتبرا أن التقصير ما زال موجودا من مؤسسات المجتمع المدني والجهات الأكاديمية تجاه الشباب، خاصة أنه البعد الاستراتيجي للأفراد والأمم، موجها حديثه للشباب عبر «عكاظ» قائلا: «أنتم من تعول عليه الأمة للنهوض، ومن هنا تأتي المسؤولية، والدور المنتظر هو الدور القيادي والريادي في شتى الميادين العلمية والاجتماعية»، مطالبا الدعاة والخطباء ضمن مسؤولياتهم تجاه الشاب؛ النزول إليهم في أنديتهم ومجتمعاتهم لنصحهم وتوعيتهم وتوجههم، إضافة إلى أن يعيشوا واقع المجتمع وهمومه، ومعرفة مجريات حياة الناس، والاختلاط بهم لمعالجة مشاكلهم. يتمتع الصائغ بشعبية كبيرة في جدة وخارجها، حيث تتسارع الخطى صوب جامع اللامي في ليالي رمضان للصلاة خلفه في (التراويح) و(التهجد)، لما يملكه في قراءته من حلاوة في الصوت، وتميز بالأداء. انطلق الصائغ في رحلته مع الإمامة شابا يافعا، بدأها نائبا للإمام في بعض الصلوات، ثم إماما للتراويح في مساجد عدة في جدة منذ عام 1409ه، حتى استقر به الحال عام 1417ه في جامع اللامي إماما وخطيبا لتبدأ شهرته بين أوساط الشباب من هناك، وعندما سئل عن تنقل المصلين في صلاة التراويح عن المقرئين ذوي الأصوات الجميلة؛ قال: «دعوا الناس يبحثون عن قلوبهم، ويصلون خلف من يستشعرون معهم الصلاة والقرآن». ويحكي علاقته بالشيخ محمد بن عثيمين الذين درس على يديه؛ بقوله: «علاقتي بالشيخ علاقة الولد بوالده، والتلميذ بمعلمه، جلست إليه طالبا أستمع إلى دروسه، ثم توطدت معه العلاقة فأستنرت بوصاياه، وإرشاداته، وعونه، وشفاعته، وبصماته علي لا تمحى»، ويتطرق إلى أثر الشيخ العثيمين العملي؛ قائلا: كان الشيخ آية في حسن التعليم والتوجيه، تفنن في تبسيط العلم، يوصل المعلومة ويفتتها، لتكون سهلة الفهم والهضم، فاشتهر بأنه مجدد وباعث لهذا اللون من العلم، تميز بشموليته في علمه الفقهي، وإلمامه اللغوي». وجاب الصائغ العديد من الدول العربية والإسلامية والعالمية، أغلبها جولات دعوية خصص منها الكثير للجاليات المسلمة المهاجرة، مشيرا إلى أن الهدف منها: «العودة بهؤلاء المهاجرين للمنبع الصحيح، وكان لهذه الزيارات أثر جيد في الجوانب العقدية والسلوكية تصحيحا، والجوانب العبادية توضيحا، وكانت الاستجابة فوق المتوقع». وحول رمضان، يؤكد الصائغ أن «من أجمل الصور المشرقة في رمضان صور التصافي والتلاقي، الفرح والتصافح، إعلان صريح لإلقاء الخصومات ونبذ الخلافات، صور لإعلان الحرب على الشيطان، فدقائقه وثوانيه أثمن من أن تفوت دون عمل صالح، أو طاعة ترفع، لذا ما أجمل التقلب فيه بين صنوف الطاعات، وألوان القربات والعبادات إيمانا واحتسابا؛ مثل: البقاء في المسجد بعد الفجر إلى الإشراق، قراء شيء من تفسير القرآن وسير الصالحين، الصدقة ولو بالقليل، النفقة على موائد الإفطار، زيارة الأهل والأحبة، عيادة المرضى واتباع الجنائز». ولما سألته عن المسؤولية الملقاة على عواتق الأئمة في توافد الناس للصلاة خلفهم، وخاصة في رمضان أجاب: «أهم مسؤولية هي تجديد النية ومعاهدة الإخلاص، ثم تأتي المسؤولية في استثمار هذا التواجد وهذا القبول ليكون أرضية للوعظ، والإرشاد، والتعليم، وبث الهدى الصحيح، والتصور الإسلامي الوسطي البعيد عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط». يرى الصائغ أن «أزمة الأمة تكمن في غياب القدوات من العلماء العاملين، وهذا الذي ترك فراغا لأدعياء العلم، ومن ثم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»، وهو سبب لكثير من المآزق التي نعيشها اليوم، والتضليل قاد سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان ليقتلوا أنفسهم والناس في مزايدة خاسرة لا مسوغ لها. ولا يمانع الصائغ من خروج الدعاة على الفضائيات غير المحافظة، ويعتبره «من الواجب بشرط ألا يكون بتنازلات على حساب الأصول، حتى لو لم يكن من المشاركة إلا تخفيف الشر وإقامة الحجة». الصائغ في سطور حصل على الماجستير من جامعة أم القرى بتقدير امتياز مع التوصية بطبع رسالته وتداولها بين الجامعات. حصل على البكالوريوس من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى. من مشايخه: الشيخ محمد صالح بن عثيمين، د. محمد صدقي البورنو، ود. صالح السلطان، وقرأ على المشايخ: خالد المشيقيح (الفقه)، عبد الرحمن الدهش (النحو)، خالد المصلح (العقيدة)، محمد حبيب الرحمن (باكستان)، محمد إبراهيم شتا (مصر)، يحيى الغوثاني (سورية). له مشاركات دعوية في: الإمارات، الكويت، قطر، البحرين، مصر، سورية، السودان، اليمن، سنغافورة، ماليزيا، أمريكا، جنوب أفريقيا، ألمانيا، السويد، فرنسا، وبلجيكا.