هل المساواة بين الرجل والمرأة معناها أن يكونا متساويين في الحقوق البشرية والمنزلة الخلقية فحسب، بل وتؤدي المرأة في الحياة المدنية ما يؤديه الرجل من الأعمال. فهذه الفكرة الخاطئة للمساواة جعلت المرأة غافلة عن أداء واجباتها الفطرية ووظائفها الطبيعية التي يتوقف على أدائها بقاء المدنية بل بقاء الجنس البشري بأسره واستهوتها الأعمال والحركات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجذبتها إلى نفسها بكل ما في طبعها وشخصيتها من خصائص، فمعارك الانتخابات النيابية ووظائف المكتب والمعامل ومنافسة الرجال في المهن التجارية والصناعية الحرة والمشاركة في المسابقات وحضور المجالس هذه وأمثالها من مشاغل الحياة، قد استولت على مشاعرها وشغلت أفكارها وعواطفها شغلا أذهلها عن وظائفها الطبيعية وطرد من برنامج حياتها القيام بتبعات الحياة الزوجية وتربية الأطفال وخدمة العائلة وتنظيم الأسرة بل كره إلى نفسها كل هذه الأعمال التي هي وظائفها الفطرية الحقيقية ومن عاقبة ذلك ان النظام العائلي الذي هو رأس المدنية ودعامتها الأولية قد تبدد كله في الغرب والحياة البيئية التي يتوقف على هدوئها وطمأنينتها قوة الإنسان العلمية ونشاطه تكاد تنعدم وتدخل في خبر كان وكذلك رابطة العقد والزواج التي هي الصورة الصحيحة الوحيدة لتعاون الرجل والمرأة على خدمة المدنية أصبحت عندهم أوهن من بيت العنكبوت وبجانب آخر قد بدا العمل على منع تكاثر النسل وبضبط التوليد وإسقاط الحمل، وجاء التصور الخاطئ للمساواة الخلقية يساوي بين الرجال والنساء. عرب محمود جلال