في مطلع هذا العام أعجبت بشخصية أحد الألمان المسلمين من أصل إيراني على إثر قراءتي لبعض أفكاره الواردة من بين مئات المراجعات الفكرية لأفضل استصدارات الكتب مع مطلع 2010 . وسبب إعجابي بتقدير لهذا الرجل الذي ينتمي كما يبدو من اسمه نافيد كرماني إلى أصول شرقية يعود إلى وساطته الفكرية بين ثقافة الشرق والغرب. أبهر المفكر كرماني الذاكرة الألمانية بتأليفه كتاب Wer ist wir. يعني من نحن، متناولا تجربته في المهجر الألماني كابن لأسرة إيرانية مسلمة منذ ولادته ونشأته ولاحقا يجعل من هذه التجربة موضوعا راهنا ومرجعا لاستخلاص الدروس. وإلى جانب ذلك فهو يتناول مسألة العلاقة بين الألمان وغيرهم من أبناء الأعراق والديانات الأخرى في الداخل ..مؤكدا أن مسألة الاندماج من خلال مساع حثيثة باتت شأنا يرتهن بشفافية الحوار في الداخل.. وبما يتفق مع مساعيه في صناعة فكر بناء يثير المؤلف كرماني في الكتاب نفسه موضوع بناء المساجد، كما ينبش إلى السطح مسألة بعض معتقلي جوانتانامو ممن يحملون الجنسية الألمانية، هذا عدا تحليلاته الرائعة ذات العلاقة بالإقصاء الاجتماعي والاقتصادي والمكبوت التاريخي للإحساس المتبادل بالكراهية الخفية داخل ألمانيا. إن كرماني يثير أسئلة كثيرة ومصيرية أيضا، ولكنه في الوقت نفسه لا يلقي باللوم على جانب دون الآخر بل هو يتساءل بتسامح وموضوعية عما إذا كان الإسلام قابلا للاندماج في المناخ الألماني السائد .. وكما يطرح السؤال بعيدا عن تأجيج صراع بين طرف وآخر، فهو يجيب على السؤال نفسه قائلا: إنه يراهن على الإسلام بقناعة فكرية خالصة شريطة أن يفهم أطراف الحوار ما لهم وما عليهم في إطار إنساني من التقارب الفكري والمنفعة والتبادل المعلوماتي من أوسع أبوابه. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة