نجح وجهاء وشيوخ قبائل اجتمعوا في محافظة جدة في احتواء خلاف وقع بين العوازم من قبيلة عتيبة والقروف من قبيلة البقوم، واستمر أسبوعا على خلفية شجار بين ثلاثة شبان من العوازم وشاب رابع من القروف، أسفر عن دخول الأخير إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في جدة لتلقي العلاج. ونجح الشيخ قاعد بن عبا البقمي، أحد مشايخ قبيلة البقوم، في مسعاه وتدخله لإنهاء الخلاف، وتقريب وجهات النظر بين ذوي الشبان بمساع مشتركة مع شيوخ ووجهاء قبيلة عتيبة، يتقدمهم الشيخ متعب بن ذعار القبع شيخ آل مبارك من العوازم من قبيلة عتيبة. وتوصل شيوخ القبائل والوجهاء الذين اجتمعوا في قاعة الخيال في جدة إلى اتفاق صلح، بعد أن تحدث الشيخ قاعد بن عبا مطالبا والد المجني عليه بالعفو والسماح لوجه الله، مشيرا إلى علاقة التعارف القائمة بين أسر الجناة والمجني عليه، بحكم السكن في بحرة المجاهدين الجنوبية، وتربطهم علاقات الأخوة، فوافق أبناء قبيلة القروف من البقوم على الصلح مشروطا بمبلغ 300 ألف ريال. وبعد مداولات بين والد المجني عليه والشيخ قاعد بن عبا وأهل الجناة لإلغاء المطالبة بالمبلغ أو خفضه، توصل الحضور إلى اتفاق على سداد مبلغ 150 ألف ريال إلى ذوي المجني عليه مقابل إغلاق ملف القضية. وقال الشيخ قاعد بن عبا بعد التوصل إلى اتفاق الصلح «إن العفو من شيم الكرام، وجزاؤه الجنة، فقد بذلت جهدا حتى لا تكبر المشكلة، بعد أن طلب مني التدخل في الصلح من قبيلة العوازم، وهي قبيلة غالية علينا، وتربطنا بهم علاقة قوية وأخوة وجيرة». وأضاف «في بداية مساعي الصلح، كان ذوو الشاب المضروب في الرأس رافضين الصلح، لكني أصريت على أن تنتهي القطيعة، لأننا ولله الحمد ننعم في هذه البلاد الغالية بنعمة الإسلام، وعلمنا ولاة الأمر منذ عهد المؤسس المغفور له بإذن الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على نبذ التعصب والإصلاح بين المتخاصمين، حتى انتهى الخلاف، وعادت الأمور إلى طبيعتها». من جانبه، نوه الشيخ متعب بن ذعار القبع شيخ آل مبارك من العوازم من قبيلة عتيبة، بما تنعم به المملكة من أمن وأمان، بفضل الله أولا ثم بفضل تطبيق ولاة الأمر للشريعة الإسلامية، وقال: «نحن في بلاد عدل ومحبة، وتوافد شيوخ وأعيان ووجهاء القبيلة، سواء من قبيلة عتيبة أو قبيلة البقوم للسعي والشفاعة في حل الخلاف وإنهائه ومنع تفاقمه، يدل على الأخوة والمحبة في عمل الخير». وأضاف «نحن نقدر ونحترم قبيلة القبوم، لما يجمعنا بها من علاقة ترابط وقرابة، وأشكرهم أصالة عن نفسي وعن أبناء قبيلتي على قبولهم بالصلح، كما نشكر وجهاء الخير الذين قدموا لطلب العفو والصفح»، سائلا الله أن يجعل ثواب العفو في ميزان حسنات أسرة المجني عليه الذي خرج من المستشفى معافى.