صدرت الموافقة السامية بإرسال طائرة خاصة لإجلاء الرعايا وأسر أفراد البعثة السعودية في موسكو؛ بسبب الحرائق الضخمة التي اجتاحت بعض المناطق في روسيا والتي أدت إلى إجلاء عدد كبير من عوائل الدبلوماسيين الغربيين. وأكد ل «عكاظ» السفير السعودي في موسكو علي جعفر أن السفارة تتابع مع السلطات الروسية للحصول على إذن لهبوط الطائرة السعودية في مطار موسكو، مشيرا أن هناك احتمالات لتأخر الطائرة السعودية؛ نظرا لتدني الرؤية في أجواء موسكو بسبب الدخان الكثيف. وقال إن السفارة تتابع تطورات الأوضاع الناتجة عن الحرائق الضخمة التي اجتاحت العاصمة الروسية موسكو، مؤكدة وجود عدد من الدبلوماسيين متواجدين في السفارة على مدار الساعة؛ للتواصل مع الرعايا السعوديين. وتابع قائلا «إنه لم يتم إجلاء الرعايا السعوديين وذويهم إلى مدينة سانت نيترسبيرغ، كما أفادت بعض وسائل الإعلام. ويشرف السفير علي جعفر، على اللجنة التي تم تشكيلها لمتابعة أوضاع الرعايا السعوديين في موسكو الذي يبلغ عددهم حوالى 80 شخصا. وأشار أن جميع أفراد البعثة السعودية والرعايا السعوديين في موسكو في وضع آمن تماما، وتم توفير أقصى الإمكانيات لسلامتهم وتلبية احتياجاتهم وتوفير كل المستلزمات الضرورية لهم. وقدم السفير جعفر شكره وتقديره للقيادة السعودية؛ لسرعة استجابتها والتوجيه بإرسال طائرة لنقل السعوديين إلى المملكة. وكان عدد كبير من عوائل الدبلوماسيين الغربيين غادروا موسكو بسبب الأدخنة السامة المنبعثة من حرائق الغابات، ولن تستبعد المصادر مغادرة عوائل الدبلوماسيين الأمريكيين إلى خارج موسكو. إلى ذلك، قررت روسيا أمس وقف التجارب على صواريخ «إسكندر» التكتيكية بسبب الحرائق، فيما تم الإعلان عن إخماد حريق هائل كان بدأ الاقتراب من مركز الأبحاث النووية في منطقة الأورال. وذكرت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أمس أن الجهات المسؤولة قررت إيقاف جميع أنواع التجارب على منظومة الصواريخ التكتيكية من طراز «اسكندر» وعلى غيرها من الأسلحة التي يتم تصنيعها في مدينة كولومنا الواقعة في ضواحي موسكو بسبب الحرائق. وقال فاليري كاشين، مدير عام المكتب الهندسي في معمل تصنيع الآليات أمس: إنه من المستحيل الاستمرار بالتجارب؛ نظرا لأن الوضع يساعد على اشتعال حرائق جديدة، مشيرا إلى أن المناوبات تستمر على مدار الساعة حول المصنع المتواجد في عمق الغابات حيث خطورة اندلاع الحريق عالية جدا. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أمس إخماد حريق هائل كان يقترب من مركز الأبحاث النووية في بلدة سنيجنسك في منطقة الأورال. وقال بيان الوزارة إن «بؤرة الحريق في غابة سنيجنسك أخمدت».وكان الحريق في تلك الغابة اندلع أمس وامتد على مساحة عشرة هكتارات. وأنشئ مركز الأبحاث النووية في بلدة سنيجنسك عام 1995 وهو متخصص في الجوانب التقنية لإنتاج واختبار الأسلحة النووية وتجري فيه أبحاث نووية. وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية الروسية أن يبقى الطقس حارا في العاصمة الروسية موسكو دون احتمال تساقط للأمطار مع رياح جنوبية شرقية خفيفة. وقد خلفت الحرائق في روسيا أكثر من 52 قتيلا وأكثر من 400 مصاب، وشردت 3500 شخص. وتسببت بغمامة من الدخان فوق العاصمة موسكو، فارتفعت نسبة التلوث فيها إلى درجة تهدد صحة الناس.