أهلا بك يا رمضان... أهلا بك يا شهر الخير والغفران. قبل قدومك إلينا بوقت طويل تسابقت محطات الإذاعة والتلفزيون من كل حدب وصوب تدعونا، بل تتوسل إلينا أن نتابع برامجها التي ترى أنها ستكون مميزة في هذا الشهر، ولا تشابهها برامج أية قناة أو محطة أخرى. هذا أسلوب تعودنا عليه منذ سنين طويلة، وما نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، وعسى أن يتبدل الحال إلى ما هو أفضل. بدون أي محاباة أو مجاملة لأية محطة أو قناة بعينها، دعونا نمعن النظر جليا فيما هو معروض علينا وما الجديد فيه. مسميات مكررة، وأفكار أكل عليها الزمن وشرب، حتى أننا لو أعدنا بعض برامج الإذاعة أو التلفزيون لأية محطة مما أنتج وبث في العام الماضي فقد لا يلحظ المتلقي ذلك. الأسلوب هو الأسلوب، والمقدم هو المقدم، والضيف أيضا هو الضيف. رمضان في ذاكرتهم، ضيف الليلة، فتاوى على الهواء، أطباق رمضانية، حديث الصيام، قبل السحر، رمضان في العالم الإسلامي، عادات رمضانية، خيمة رمضان...إلخ. كل هذه أسماء لبرامج إذاعية وتلفزيونية تتكرر كل عام في كثير من القنوات والمحطات بلا تجديد ولا تطوير. ولو التفتنا إلى المسلسلات، وبرامج المسابقات فلن تكون الحال أفضل. فالمسلسل الفلاني نجح في أول عرض له وبالتالي فرحت القناة بذلك وقررت تكراره في العام المقبل تحت نفس المسمى وبإضافة عبارة «الجزء الثاني» ثم الثالث، وهكذا في تطويل واصطناع لأحداث لا حاجة لها. أما المسابقات فنفس الاسم والفكرة تتكرر، وكذلك المقدم، ولا يتغير إلا الديكور والجمهور إن كان هناك جمهور. لقد مللنا هذا التكرار، وحان الوقت لزملاء المهنة من كتاب، ومخرجين، ومعدين أن يفكروا في كسر طوق الملل والتكرار المفروض علينا كل عام، وإمتاعنا بشيء جديد. أعلم أن الوقت متأخر هذا العام وقد «طارت الطيور بأرزاقها» كما يقولون، ولكن لعلنا من الآن نفكر في رمضان المستقبل، ونشحذ الأفكار، ونشد العزم. لا أطالب بتغير كامل منذ البداية، ولكن لعلنا نسعى إلى تغير نسبي يضفي المتعة ويزيل الملل. هناك كوادر في مختلف التخصصات الإعلامية لديها القدرة على الابتكار وطرح الأفكار الجديدة إعدادا، وإخراجا، وإنتاجا، وخاصة بين فئة الشباب. علينا فتح الباب على مصراعيه لهذه الكوادر والاستفادة مما لديها، وتبني كل فكرة تحقق النجاح لأية قناة أو محطة إذاعية. هناك أيضا خمس محطات إذاعية سعودية جديدة توشك أن تعلن شارة البداية لبثها على موجات الFM، إضافة إلى قنوات تلفزيونية جديدة تطالعنا بين وقت وآخر، ولعل لديها ما يساعد على التجديد والتطوير وتحريك المياه الراكدة في ساحتنا الإعلامية. وفي انتظار رمضان 1432ه يتجدد الأمل إن شاء الله في طرح إعلامي مميز من خلال الشاشة والمايكروفون. [email protected]