شهدت بلادنا ارتفاعا مخيفا وهائلا في معدلات إصابة مواطنيها بمرض السكري، فالإحصاءات المسجلة تشير إلى ارتفاع نسبة المصابين بالمرض من 2 و5 في المائة مطلع الثمانينات الميلادية، وصولا إلى أكثر من 14 في المائه وفق آخر الإحصائيات التي نشرتها وزارة الصحة. إن من أهم أهداف علاج السكري، هو منع مضاعفات المرض المزمنة، مثل نزيف العيون، وفقد البصر، وتقرحات القدم وبترها، والفشل الكلوي، وجلطات القلب والدماغ. وثبت بالدراسات أن علاج السكري بنوعيه الأول أو الثاني، والمحافظة على المعدلات القريبة من الطبيعة تمنع أو تخفف من حدوث مضاعفات هذا المرض». ووجود علاجات عديدة جديدة لأمراض السكري، تستوجب ضرورة استخدامها وفق وصفة طبية، حيث إن هذه العلاجات الجديدة ليست بديلة للعلاجات القديمة، بل تضاف إليها في حالة عدم التحكم في معدل السكري. وهناك مجموعات مختلفة للأدوية، من بينها مجموعة من الأدوية التى تنبه خلايا البنكرياس إلى إفراز الأنسولين، إلى جانب مجموعة ثانية تحسن كفاءة الأنسولين في الجسم، وتثبط امتصاص السكريات من الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى الحقن بالأنسولين، أما النوع الثاني من السكري فهناك الجالفس الذي يركز على إعادة التوازن بين هرمون الأنسولين والهرمون المضاد له، وهو هرمون «الجلوكاجون» الذي يرفع مستوى السكر في الدم، ويضاد عمل الأنسولين، ويساعد على إعادة التوازن المفتقد بين مستوى الهرمونين لدى مريض السكري، كما يساعد على تقوية خلايا البنكرياس في الوقت نفسه، ولا يزيد الوزن بل يقلل من الرغبة في تناول الطعام، مما يساعد على الالتزام بالحمية. ومقارنة بالعلاجات السابقة، تعد هذه العلاجات إضافة لها في حالة عدم الوصول إلى المعدلات المطلوبة وليست بديلة لها، ونظرا لأنها علاجات جديدة يجب عدم الاستعجال في استخدامها كعلاج أولي، مع التأكيد على عدم وجوب التأخير في استخدام الأنسولين في علاج النوع الثاني، حيث إن معظم المصابين بالمرض يقل معدل الأنسولين لديهم. كما أن النوع الثاني من مرض السكري، يعتمد علاجه كليا على الرياضة والحمية، ومن ثم استخدام العقاقير الطبية، وظهرت في الآونة الأخيرة علاجات جديدة تعمل على إفرازات من المعدة والأمعاء تساعد في التحكم في السكري، بزيادة إفراز الأنسولين، وكذلك تخفيض الوزن. * رئيس الجمعية السعودية لأمراض السكري.