أنهى المختبر المركزي في أقسام العلوم والدراسات الطبية للطالبات في جامعة الملك سعود أخيرا برنامج موهبة الصيفي 2010 (التقنية الحيوية والعقم) تحت شعار (نطوع التقنية الحيوية في مشاكل الإنجاب لننعم بالأمومة) برعاية مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع لمدة شهر، والذي يعد برنامجا طبيا وعلميا وتقنيا يعتمد على دراسة أحدث ماتوصلت إليه التقنيات الحديثة لمعرفة مسببات العقم وطرق علاجها، ويضم البرنامج 68 طالبة موهوبة من المرحلة الثانوية القسم العلمي. «عكاظ» التقت رئيسة البرنامج واستاذ مساعد الغدد الصماء الجزيئية ومديرة المختبر المركزي، وكيلة قسم علم الحيوان الدكتورة مها داغستاني، وفيما يلي نص الحوار: قضية العقم * ماهي أهم ملامح برنامج الموهوبات، ولماذا تم اختيار قضية العقم؟ - يقدم البرنامج لموهوباتنا ناحية علمية توعوية تتمحور حول إطار نفسي وديني بحيث يحدث لها تغيرا هادفا وبناء. وتم اختيار قضية العقم تحديدا لأهميته في الحياة، يقول الخالق عزوجل: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا». الأبناء هم الفرح واكتمال سعادة الإنسان، وأي مشكلات في الإنجاب تترك أثرها السلبي الاجتماعي والنفسي والأسري على الفرد والإحصائيات تشير إلى أن ما يقرب من 15 في المائة من سكان الكرة الأرضية يعانون من حالات العقم، لذلك نبعت فكرة توعية موهوباتنا إلى ماهية العقم وقد وضع البرنامج في أولوياته توعية الطالبات بكافة الجوانب العلمية المرتبطة بانتشار العقم وطرق الوقاية والعلاج ويتطلع البرنامج إلى أن تكون طالباتنا أكثر وعيا بتأثير العوامل البيئية والوراثية والهرمونية، وتوضيح آخر المستجدات في كيفية تداخل الملوثات البيئية وأنماط الحياة غير الصحية والسلوكيات الخاطئة في الإصابة بالعقم. أهداف البرنامج * يقودني السؤال السابق إلى معرفة أهداف البرنامج، وهل سيشكل قيمة إضافية لوعي الموهوبات؟ - وضع البرنامج أهدافاً محددة من أهمها إحداث تغيير على المستوى المعرفي ومستوى السلوك الغذائي ومستوى السلوك البدني للطالبة، بحيث تحدث تغير في نفسها، وتكون قدوة لمن حولها، أيضا من أهداف البرنامج مساعدة الطالبة في تحديد مسارها العلمي واختيارها التخصص الذي يتناسب وقدراتها وطموحها، ولأن البرنامج يقوم على استخدام التقنية الحيوية بحيث تقوم الطالبة بجميع خطوات البحث العلمي من الناحبة العملية والنظرية فقد يلعب البرنامج دورا في بلورة التفكير العلمي في جمع المعلومات وتحليلها والتفكير في الطرق الصحيحة العلمية لحلها ومن خلال هذه المعرفة التي اكتسبتها قد تساعد نفسها ومحيطها في تجنب الكثير من المشكلات التي تواجهها ومنها المشكلات الصحية. التقنية الحيوية * برنامج «التقنية الحيوية والعقم» برنامج طبي، يعتمد على دراسة أحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة لمعرفة مسببات العقم وطرق علاجها، نود الإضاءة على هذا الجانب. تعيش البشرية اليوم ثورة التقنية الحيوية التي أدت إلى التعرف على أسرار الكائن الحي عن طريق فك ومعرفة رموز الشفرة الوراثية وهذه التقنيات تستخدم العلوم الحيوية مثل الكيمياء الحيوية والأحياء الجزيئية لإيجاد حلول عملية ومفيدة لبعض المشكلات البيئية والطبية التي تؤثر في حياة الإنسان، ويمكن من خلال هذه التقنية استحداث منتجات مفيدة لإيجاد أدوية لعلاج الأمراض المستعصية مثل السرطانات وأمراض المناعة وأمراض القلب وتعتبر التقنية الحيوية أحد أهم وسائل علاج العقم، فمن المفيد أن نلقي الضوء على هذا الجانب العلمي في برامج إثرائية تعنى بجيل سوف يكون أحد دعائم تطور الوطن.. مشكلات الإنجاب * هل يمكن أن تقدم التقنية الحيوية حلولا لمشكلات الإنجاب وتتاح فرصة للمحرومات من نعمة الأمومة؟ - بالتأكيد، فالتقنية الحيوية لعبت دورا فعالا في إعادة البهجة والسعادة لكثير من الأزواج الذين حرموا من الإنجاب بالطريقة الطبيعية حيث قدم العلم تقنية التلقيح الصناعي وتقنية طفل الأنابيب وبعد ذلك توالت التقنيات التي شملت تطور الحضانات التي تنمو فيها الأجنة بشكل مماثل لما يحدث داخل بطن الأم، وتطور الوسط الحيوي المغذي الذي تزرع فيه الأجنة بدرجة أقرب مايكون إلى الوسط الموجود في داخل قناة فالوب عند المرأة بما يحتويه من مواد تحافظ على نمو وحياة الجنين أكثر من خمسة أيام. وامتدت هذه التطورات لتشمل كل العقاقير الحديثة التي تستعمل في تحفيز المبايض بشكل آمن لإنتاج بويضات أكثر عددا وأعلى جودة عن طريق الهندسة الوراثية. وحتى بالنسبة للرجال الذين لديهم حيامن قليلة للغاية بل وغير متحركة على الإطلاق فقد أصبح هناك جهاز للحقن المجهري، حيث يقوم بحقن حيمن واحد يتم اختياره بدقة داخل البويضة لتخصيبها. أما بالنسبة للرجال الذين ليست لديهم حيامن على الإطلاق في المني فقد أصبح بالإمكان ارتشاف عدد قليل من هذه الحيامن غير المكتملة النمو من الخصية ثم تنميتها في المختبر قبل حقنها ببويضات المرأة.