يعد جامع محمد بن عبد الوهاب المشيد عام 1373ه من أبرز معالم محافظة دومة الجندل التابعة لمنطقة الجوف؛ كونه بني بطريقة الرصف الحجري من حجر الجندل الذي تشتهر به الجوف، وظل الجامع شامخاً إلى عام 1408ه حيث تم إغلاقه وإيقاف الصلاة فيه إثر سقوط غرفة على المصلين، وفي بداية عام 1415ه تم هدمه لإنشاء جامع جديد، وكان جاهزاً للصلاة فيه بعد نهاية أعمال الإنشاء في رمضان من عام 1416ه، بعد أن سمي بجامع محمد بن عبدالوهاب، والجامع يعد أقدم جامع في المحافظة ومن أكبرها وفيه أنشطة كثيرة كالدروس، المحاضرات، الدورات العلمية، المسابقات، مشروع إفطار صائم، وحلق القرآن وغيرها، بحكم وقوعه في وسط المحافظة بجوار متحف الجوف الوطني وقلعة مارد الأثرية وموقعة التحكيم وسوق اللحوم والخضراوات، مما يجعله مكتظاً بالمصلين، ويزدحم بشدة في صلاتي الجمعة والعيد، حتى أن المصلين يفترشون الأرصفه للصلاة. وذكر عضو أسرة الجامع وليد العبدالله أن إمام الجامع أنشأ توسعة من الزنك في عام 1422ه ولكنها لم تف بالغرض فقد أخذت تتصدع عبر الأيام فيتسرب ماء المطر من سقفها، وعانى المصلون من عدم جدوى التكييف، إلى أن تم اعتماد توسعته في منتصف عام 1430ه، من قبل وزارة الشؤون الإسلامية بطلب من الإمام الذي حاول إقناع إدارة الفرع مراراً بضرورة هدم الجامع كله وإعادة بنائه من جديد على طراز حديث أسوة بجامع المبارك في مدينة سكاكا الذي تم هدمه وبناؤه على طراز حديث إضافة إلى استثماره بمحال تجارية بحكم وقوعه في وسط السوق. وأوضح ل «عكاظ» المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة الجوف علي العبدلي أن هناك عددا من المبررات قضت بعدم توسعة الجامع؛ إذ أن هناك نقصا في الميزانية الخاصة بالجامع إضافة إلى صغر مساحته الحالية ومن المصلحة العامة إنشاء عدة جوامع صغيرة بدلا من إنشاء واحد كبير وسط منطقة السوق. وكان فرع الشؤون الإسلامية في الجوف أزال قبل نحو شهرين الجزء الخلفي من الجامع مكان توسعة الزنك السابقة مع إبقاء الجزء الأمامي القائم وكذلك المئذنة ما أدى إلى رفض أهل المحافظة الذين طالبوا بهدمه كله، وفي ذلك يقول بدر الجميعان إن التوسعة الجديدة لن تضيف كثيراً بالرغم من أنها ستكون من دورين، فالدور الثاني مساحته ليست بحجم مساحة التوسعة الأرضية لوجود منور في التصميم يحرم الجامع من ثلاثة صفوف تقريباً، وقد سبق أن فرش إمام الجامع سطح الجامع الأساسي بما يكفي ل 400 مصل؛ أي ما يعادل الدور الثاني في التوسعة الجديدة، ومع ذلك كان الناس يصلون في الطرقات، وحتماً فإن توسعة الأوقاف الآن وليس مستقبلاً ستحتاج إلى توسعة أخرى للزحام الشديد كون المحافظة تفتقر إلى جامع كبير متكامل الخدمات، وكون الجامع يعاني من عيوب من الداخل مع وجود مساحات قرب الجامع فأمامه من الجهة الجنوبية نحو القبلة شارع صغير بعرض خمسة أمتار وأيضاً خزان المياه مساحته كبيرة جداً وأبدت البلدية وفرع المياه التنازل للأوقاف عما يحتاجه الجامع، وفي الجهة الشرقية توجد مساحة كبيرة تكفي لتشييد جامع آخر بنفس حجم الموجود بمساحة تقدر ب 6500 م2، بل أزيلت محال بجوار متحف الجوف الوطني في نفس الجهة على مساحة تقدر ب 10000م2 مع وجود مساحة قديمة بجوار المتحف لا تقل عن 6500 م2، ستسهم في أن تكون مواقف للجامع مما يسمح بالاستفادة من المساحة التي بجواره في الجهة الشرقية وإدخالها ضمن الجامع.