عبر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا لتطوير الدرعية، عن تقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني على دعمهم ورعايتهم للجهود الرامية للحفاظ على التراث الوطني وتنميته، ليبقى مصدرا للاعتزاز وموردا ثقافيا واقتصاديا. وأكد الأمير سلمان بن عبد العزيز، أن موافقة لجنة التراث العالمي في اليونسكو على تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي، خلال اجتماع اللجنة في دورتها الرابعة والثلاثين، يمثل إقرارا عالميا بالقيمة التاريخية الكبيرة لهذا الموقع الأثري، وإبرازا للمكانة التاريخية للمملكة، وما تزخر به من إرث حضاري كبير. وأوضح الأمير سلمان بن عبد العزيز، أن المملكة تملك الكثير من المقومات الحضارية والتاريخية، ومن المهم نقل هذه الثقافة والحضارة للعالم والتفاعل مع التغيرات العالمية، لكي تبرز المملكة مساهمتها في التحولات الحضارية العالمية. وقال: «إن تسجيل الدرعية التاريخية في قائمة التراث العالمي يترتب عليه، بذل المزيد من الجهود لحماية الموقع والمحافظة عليه وتهيئته وتأهيله وفقا للالتزامات الفنية والبرنامج الزمني الذي تقدمت به المملكة في ملف الترشيح وخطة الإدارة، ووفقا لمتطلبات ومواصفات مركز التراث العالمي، وبالمستوى الذي يليق في الدرعية كموقع تراث عالمي، وبسمعة المملكة ذات الجهود الدائمة والداعمة لليونسكو»، مبينا أن ضم الدرعية إلى قائمة التراث العالمي يؤكد إضافة إلى أهميتها التاريخية والعمرانية، أهميتها السياسية كعاصمة للدولة السعودية الأولى، وكمركز علمي وثقافي في الجزيرة العربية. وأوضح أن تسجيل هذا الموقع يعزز القيمة التاريخية للجزيرة العربية كموطن قديم لحضارات بشرية متنوعة، بعد أن أعلنت اليونسكو قبل عامين ضم موقع مدائن صالح لقائمة التراث العالمي. محمد داوود جدة أبلغ «عكاظ» نائب الأمين العام للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، أن موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو البارحة الأولى، يجسد المكانة التاريخية للمملكة ومدى ما تتمتع به من وجود أماكن أثرية وعمرانية ذات قيمة تاريخية. وأشار إلى أن هناك معايير أسهمت في تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية في قائمة التراث العالمي، منها تميز العمارة للموقع كنموذج فريد على المستوى العالمي، ولكون الدرعية التاريخية قد شهدت أحداثا تاريخية مهمة في تاريخ الإنسانية، وكانت المكانة التي انطلقت منها الدعوة السلفية وانتشرت منها في مساحات شاسعة من العالم، وأيضا تضمنت المعايير ما تميز به حي طريف كأسلوب متناغم مع البيئة والتكامل مع المحيط التراثي، ومحافظة الموقع على أصالته المتكاملة، بحيث لم تكن هناك إضافات تخل بالشكل العام للتراث، بجانب اهتمام الدولة بترميم الموقع والاستفادة منه في إبراز التاريخ الوطني وعرضه للعالم كتجربة إنسانية فريدة. وأكد أن الموقع سيكون جاهزا لاستقبال زوار العالم في الوقت القريب بعد أن قطع شوطا كبيرا في تأهيله وجاهزيته. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، قد أعلن البارحة الأولى عن موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، وذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي في اليونسكو في دورتها الرابعة والثلاثين المنعقدة حاليا في مدينة برازيليا في البرازيل، مؤكدا أن تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية يمثل إقرارا عالميا بأهميتها من الناحية التاريخية والعمرانية ليضاف إلى أهميتها السياسية كعاصمة للدولة السعودية الأولى، ومركز علمي وثقافي في الجزيرة العربية، حيث تأسست على ضفاف وادي حنيفة عام 850 ه / 1446م. ويعتبر حي الطريف التاريخي من أهم معالم الدرعية لاحتضانه أهم المباني الأثرية والقصور والمعالم التاريخية، حيث ضم معظم المباني الإدارية في عهد الدولة السعودية الأولى، كقصر سلوى الذي ارتبط إنشاؤه بمؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، وكانت تدار منه شؤون الدولة السعودية وأصبح بذلك مقرا دائما لأمراء وأئمة آل سعود، ومن أبرز معالم الحي: قصر سعد بن سعود، قصر ناصر بن سعود، قصر الضيافة التقليدي الذي يحتوي على حمام الطريف، وجامع الإمام محمد بن سعود الذي كان يلقي فيه الشيخ محمد بن عبد الوهاب دروسه، ويحيط بحي الطريف سور كبير وأبراج كانت تستخدم لأغراض المراقبة والدفاع عن المدينة، ويمتاز حي الطريف عن بقية أحياء الدرعية بارتفاعه مما يكسبه إطلالة مميزة على وادي حنيفة. يذكر أن المملكة كانت قد دخلت لائحة التراث العالمي لأول مرة في العام 2008، حيث تمكنت من تسجيل مدائن صالح كأول موقع سعودي في اللائحة العالمية، كما يدرس مركز الايكوموس حاليا ملف الموقع السعودي الثالث المرشح للائحة العالمية، وهو «جدة التاريخية» الذي سيناقش في مؤتمر لجنة التراث العالمي الذي سينعقد في شهر يوليو من العام المقبل 2011 في مملكة البحرين.