أعرف جميع الزملاء أعضاء مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين باستثناء الزميل عبدالعزيز العيد الذي استقال من عضوية مجلس الإدارة قبل فترة وجيزة، علاقتي بهم جميعا علاقة صداقة وأخوة يمتد بعضها لسنوات، وعلاقتي بعبدالعزيز العيد معدومة تماما، ولكن الحق أحق أن يتبع فهذا الزميل الذي لا أعرفه اتخذ موقفا مشرفا لصالح مهنتي التي أحبها ولا أجيد مهنة غيرها، بينما الزملاء الآخرون من أعضاء مجلس الإدارة (الذين أعتبر بعضهم أساتذة لي استفدت من خبرتهم والبعض الآخر إخوة وأصدقاء لا غنى لي عنهم) أضروا بمصالحي كصحافي حين عطلوا واحدة من أهم مؤسسات المجتمع المدني وحولوها إلى كيان هامشي غير موجود على أرض الواقع، فهل أجامل أصدقائي الذين أحبهم وتربطني بهم علاقات أخوية تتجاوز مصالح المهنة، أم أقف مع الرجل الذي لا أعرفه ولكنني مقتنع تماما بأنه اتخذ الموقف الصحيح الذي يخدم مصالحي كصحافي؟ قد يستغرب البعض من طرحي هذا السؤال الذي يتعلق بقرار شخصي بحت، ولكن هذا السؤال بالذات لم يعد أمرا شخصيا؛ لأن جميع الصحافيين السعوديين يطرحونه يوميا على أنفسهم بما في ذلك أعضاء مجلس إدارة هيئة الصحفيين فيختارون الإجابة الأسهل وهي مجاملة الأصدقاء على حساب الحقيقة، ولذلك سيبقى عبدالعزيز العيد وحيدا لأن جميع الصحافيين سوف يواصلون لعبة المجاملة على حساب حقوقهم، ومن يجامل على حساب حقوقه فإنه بالتأكيد سوف يجامل على حساب حقوق الوطن والناس! يوم الجمعة الماضي شاهدت الحوار الذي أجراه الزميل الدكتور سليمان الهتلان مع الزميل عبدالعزيز العيد على قناة الحرة وأكاد أجزم أن جميع الصحافيين السعوديين الذين شاهدوا هذا الحوار الصريح يتفقون مع أغلب ما ذكره العيد بخصوص هيئة الصحفيين، ولكنهم يعانون مثلي من عقدة المجاملة، فهم لا يعرفون عبدالعزيز العيد ويتمتعون بعلاقة طيبة مع بقية أعضاء مجلس الإدارة لذلك يكتفون بالقول: (والله معه حق) دون أن يفكروا بمساندته أو حتى بالتصويت له حين يحل موعد الانتخابات القادمة، فالقناعات شيء أقل قيمة من الروابط الشخصية في أعرافنا الاجتماعية، والصحافيون جزء لا يتجزأ من هذه الأعراف العامة، فهم أبناء هذا المجتمع ولم يهبطوا عليه من سطح القمر.. لذلك سوف يبقى عبدالعزيز العيد وحيدا ولن يتحدث عنه أحد! طالب عبدالعزيز العيد في ذلك الحوار بأن يلتزم أعضاء مجلس إدارة هيئة الصحفيين باللائحة التي وضعوها بأنفسهم، وبأن يكون كتاب الرأي أعضاء في الهيئة باعتبارهم أكثر تأثيرا وأكثر استقلالية من بقية زملائهم العاملين في الصحف، وبأن يكون الصحافيون المتعاونون أعضاء في الهيئة باعتبارهم يشكلون أغلبية الجسم الصحافي، وبأن يتم استيعاب الصحافيين السعوديين الذين يعملون في المحطات التلفزيونية والإذاعية والصحف الإلكترونية باعتبار أن الصحافة في عصرنا هذا لم تعد ورقية فقط، وما هو أهم من ذلك كله أن العيد طالب بأن تتصدى الهيئة لمهمتها الأساسية، وهي حماية الصحفيين والدفاع عن الحريات الصحفية وأن تكون كيانا مؤثرا داخل المشروع الإصلاحي الكبير الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مثلها مثل جمعية حقوق الإنسان التي تقوم بواجبها بحدود قدرتها، و تساءل عن الأسباب التي تمنع الهيئة من الالتزام بأبسط مهماتها مثل الاجتماع حسب المواعيد المقررة في اللائحة أو حتى تصميم موقع إلكتروني يمثلها.. ولكن رغم كل هذه المطالبات الوجيهة فإن عبدالعزيز العيد سوف يبقى وحيدا ..لأننا جميعا نفضل مجاملة الزملاء الأعزاء أعضاء مجلس الإدارة على حساب كلمة الحق! يا عبدالعزيز العيد ... يوما ما سوف تدرك أن المشكلة ليست في الهيئة بل في الصحفيين! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة