أوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، أن ربط الثقافة والإعلام، باكورة الالتفات إلى عمق الثقافة التي تحتاج إلى جدة الوعاء الإعلامي، إضافة إلى دور الخطاب الإعلامي بتقنياته المختلفة في تقديم المنجز الوطني الذي يعني التنمية المستدامة، وتهيئة سبل الرفاه والعيش الكريم لمجتمعها وإنسانها، وإبراز الدور التاريخي والمسؤولية الحضارية للمملكة عربيا وإسلاميا ودوليا. وقال الدكتور خوجة في تقديمه التقرير السنوي للوزارة 1430ه، 2009م (الثقافة والإعلام .. مسيرة عام): «هذه الأسس التنموية جزء من الرؤية الحضارية والإصلاحية التي جعلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقدمة لمشروعه الإصلاحي والتنموي الكبير، الذي مس أوصال الدولة والمجتمع كافة، فكان مشروع تطوير الخطاب الثقافي والإعلامي السعودي من بين منظومة التطوير التي أولاها خادم الحرمين الشريفين عناية خاصة، وهو ما عملت به وزارة الثقافة والإعلام باعتبار الثقافة ممثلة للهوية والتقاليد، وباعتبار الإعلام الوعاء الناقل لثقافة المجتمع وصورته». وتطرق الوزير خوجة إلى حقل الإعلام، قائلا: «منذ أن حملني خادم الحرمين الشريفين شرف المسؤولية في وزارة الثقافة والإعلام، كان من توجيهاته لي؛ ضرورة أن يعبر الإعلام السعودي عن روح بلادنا وثقافتها وحضارتها، وأن يعمل إعلامنا على إبراز منهج الوسطية والاعتدال، وأن يجعل من آلياته وأسسه الأخذ بالحوار روحا وأسلوبا، وأن يظهر إعلامنا اعتزاز هذه البلاد بدينها وحضارتها وثقافتها، فكان من حصاد تلك التوجيهات انطلاق خمس قنوات سعودية: القرآن الكريم، السنة النبوية، الثقافية، أجيال، والاقتصادية، وانضمت هذه القنوات إلى شقيقاتها الأربع السابقة، مكونة ما بلغه مجتمعنا من تطور في مختلف شؤونه، ومعبرة عما يوليه خادم الحرمين الشريفين للإعلام من دور مهم في مشروعه الحضاري». وعرج وزير الثقافة والإعلام في كلمته إلى حقل الثقافة، موضحا أن «المملكة ذات إرث حضاري وثقافي بالغ العراقة والأصالة، فعلى هذه الأرض تشكل الحرف العربي أدبا، وتكونت الأصول الأولى للثقافة العربية، وهي تلك الأصول التي يمتح كل أديب منها كل أديب ومثقف ومفكر عربي، مما يجعل المسؤولية الثقافية توازي هذه المكانة الرائدة لبلادنا في عالمنا المعاصر، وهي ثقافة تمتد أصولها من ينابيع الدين الإسلامي السمح، روحا ومنهجا، واللغة العربية والثقافة العربية، رؤية وتعبيرا، وتتواصل مع الثقافات الأخرى في صورة من التأثير والتأثر الإيجابيين». وأشار الدكتور خوجة إلى دور وزارة الثقافة والإعلام في هذا الشأن لتهيئ المناخ الملائم للمثقف السعودي، من خلال إبراز إنتاجه، وإتاحة الفرصة أمامه للتواصل مع الثقافات الأخرى، ومساندة إبداعاته في الأدب بأنواعه المختلفة، والفنون بأشكالها المتنوعة، وإشراكه في بناء أسس التنمية الثقافية، إيمانا بأن الثقافة هي الجسر الذي تلتقي عبره الأمم والحضارات، في عالم يحتاج اليوم إلى فرص للقاء والتفاهم والحوار. حقبة جديدة وأكد التقرير أن وزارة الثقافة والإعلام تعبر عن حقبة جديدة تاريخ تجددها وتطورها، مشيرا إلى أنها تعتمد في أهدافها الوطنية النبيلة على أسس راسخة؛ الثقة التامة بالشبان السعوديين، وإعلام منفتح وشجاع وصادق يحقق التنوع ويخدم التخصص، إعلام التفاعل مع العصر، ومواكبة تغيراته وتطوراته تحت مظلة الثوابت الوطنية من أجل خدمة المواطن السعودي، والصحافي والمثقف والإعلامي في المملكة. وبين التقرير أن وزارة الثقافة والإعلام ملزمة بإحداث تنمية معرفية في المنظومة الإعلامية، من خلال مصداقية في تقديم المعلومة، واحترام عقل المتلقي، وتستعين بأبناء الوطن من المثقفين والمختصين، على تباين توجهاتهم وأفكارهم، ليساهموا في صياغة الخطاب الإعلامي الوطني. وأكد التقرير أن التخطيط الواعي المقام على الثلاثية المتكاملة في عالم الثقافة والإعلام: الرجال والمال والوسائل، هو ما يحفز وزارة الثقافة والإعلام على تطوير عناصرها البشرية، التي على يديها تحقق الأهداف المرجوة، وفي هذا السبيل تبذل جهودا متنامية من أجل توفير العنصر البشري القادر على الوفاء بالتزامات المرحلة الحالية بكل تحدياتها.