لم تخذل إسبانيا عشاق فنها.. والمولعين بأدائها المتوازن الجميل.. فقدمت مساء الأحد الماضي في ختام منافسات كأس العالم 2010م أمام منتخب هولندا مباراة رائعة كانت خلالها هي الأحق بالفوز وإثبات تألقها على الرغم من أن أحداث المباراة كشفت عن فرص حقيقية للتسجيل لكلا الفريقين. وإسبانيا.. التي ظلت المرشح الأقوى.. والأفضل منذ انطلاق المنافسات وحتى الظفر بالكأس أكدت على استحقاقها للمنافسة المقتدرة بفضل لاعبيها المهرة الذين استطاعوا كسب إعجاب جماهير الكرة في كافة الأوساط خاصة أن مستوى الأداء الفني للفريق لم يتدن أو يهتز طيلة المنافسة، وظل الفريق الإسباني يتقدم مثل لاعبي الشطرنج الذين يفلحون في توظيف الفكر الأدائي لصالحهم دون خوف أو وجل.. وبثبات منقطع النظير. ولعل إخفاق المنتخبات التي كانت تعتمد على نجمها الباهر ولاعبها الخرافي كان فيه تعزيز للاعتماد على الأداء الجماعي الذي أثبت نجاحه في الوصول إلى نتائج أحسن وأفضل وهذا لا يعني غياب المهارة.. والشطارة.. بل إننا رأينا كيف كان الإسبان يشعلون قناديل الأداء الفني الماهر والمتميز ولكن في قالب المجموعة المتناسقة بعيدا عن طغيان الفردية. ولهذا فعلى الرغم من النجومية المطلقة التي كان عليها حارس مرمى إسبانيا ايكر كاسياس وضل يقظا طوال عمر المباراة الممتدة إلى أربعة أشواط.. وعلى الأقل انتحر من أجل التصدي لانفرادين للفريق المنافس وتسديدات قاتلة كان يمكن لواحدة منها أن تحقق الحلم الهولندي.. لكن كاسياس سجل نجومية مهمة للغاية على مدار الأشواط الأربعة. وكان العريس هو "إنيستا" الذي تعامل بدهاء مع الكرة المتاحة بين قدميه في الدقيقة 116 وألهب الشباك الهولندية بهدف أنصف الإصرار الإسباني وقاده إلى القمة.. وقاد أندريس إنيستا للفوز بجائزة رجل المباراة. ورغم أن الهولنديين شاطروا الإسبان تفوقهم وسيطرتهم إلا أن خشونة بعض لاعبيه إلى درجة الضرب المبرح شوه الجهد الهولندي.. وكشف عن ضعف الحكم الإنجليزي هاوارد ويب أو مبالغته في تفادي إشهار الكارت الأحمر لأكثر من مرة مع عدد من التجاوزات القانونية التي أدمت الإسبان الذين قابلوها بالصبر!! واختلف الحكم على الحكم الإنجليزي بين مؤيد لطولة البال والتمهل والثاني في استخدام الكروت الحمراء حتى لا نقصف المباراة ونشوهها.. وبين من يرون أن القانون.. قانون.. وكان يجب تنفيذه بحزم! وبهذا خسرت هولندا للمرة الثالثة في تحقيق الفوز في المباريات النهائية وكانت الخسارة الأولى عام 74م أمام ألمانيا.. والثانية عام 78م أمام الأرجنتين وأخيرا الثالثة أمام إسبانيا عام 2010م فيما أصبحت إسبانيا ثامن فريق يحرز لقب البطولة على مدار تاريخها لثمانين عاما. لقد أسدل الستار على أحداث نهائيات كأس العالم 2010م وظل فوز إسبانيا بالكأس هو الحدث الأجمل. فإسبانيا كانت الأجدر.. والأحق.. قدمت فريقا ممتعا وجديرا بالانتباه.. والأهم أن كل العالم أو معظمه على الأقل فرح بهذا الفوز.. التهنئة لعشاق الفن الكروي الراقي الذين أعلنوا سيادتهم الكروية على العالم.. شكرا إسبانيا وإلى لقاء. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 140 مسافة ثم الرسالة