حمل معرف قرية عويرة في زهران الشيخ مسفر بن محمد الطبجي لواء الزواج الجماعي، وأوقد نار الحرب على العنوسة في ظل هيمنة غلاء المهور والتكاليف الباهظة للزواج التي تسود قرى منطقة الباحة، ونجح أخيرا في إطلاق أول مشروع زواج جماعي في قريته، يزف من خلاله 36 عريسا وعروسا صيف هذا العام، في بادرة كانت الأولى على مستوى المنطقة، إذ اكتفى كل عريس بدفع مبلغ ألفي ريال فيما يقوم أبناء القرية بدفع كافة التكاليف الأخرى. وبجهوده الشخصية، حددت القرية وثيقة عرف قبلية للزواج تنص على ألا يتجاوز المهر 40 ألف ريال، مع منع كماليات الزواج مثل الكوشة والنصة والكسوة وما شابهها، ولم يكن مشروع الزواج الجماعي بالحلم السهل تحقيقه وسط تعنت العادات والتقاليد في المنطقة، لكن الطبجي نجح بحنكته وكلمته المسموعة بين أبناء قريته من تحويل الحلم إلى حقيقة ستكون منجزا يسهم في الحد من غلاء تكاليف الزواج، وعرف عنه كذلك جرأته في الصدع بالحق وفصاحته في الخطابة. وهو من مواليد قرية عويرة في العام 1350ه، ونشأ في كنف والده في بيت علم وكرم، حيث والده محمد الطبجي وأعمامه الحرفي وجعفر وردهان والقلاش، وهو من بيت فقهاء اشتهروا بالعلم والصلاح منذ عقود. بدأ حياته الدراسية في قرية عويرة وأكمل فيها المرحلة الابتدائية، كما درس على يد والده القرآن الكريم والحديث الشريف في المدرسة القرعاوية وعندما أكمل تعليمه خرج إلى معترك الحياة، وفي سن العشرين اتجه لخدمة الوطن ملتحقا بقطاع الأمن العام عبر قسم الشرطة في المنطقة الشرقية، ومكث في السلك العسكري قرابة الخمسة أعوام، عاد بعدها إلى مسقط رأسه ليكون عونا لقبيلته، وعمل بعد عودته في قطاع المواصلات لستة أعوام، وفي العام 1393ه توجب على أهل القرية أن ينصبوا معرفا لهم من الأهالي ووقع الاختيار على هذا الرجل الذي كان في بداية سن الأربعين حينها، وأجمع عليه كل أبناء القرية ولا يزال يشغل هذا المنصب حتى اليوم.