أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أن الغلو مصادم للفطرة ولأمر الله جل وعلا، ولأمر نبيه صلى الله عليه وسلم، ومضاد لرسالة الإسلام التي فيها مراعاة المصالح، ومراعاة مآلات الأمور، مما أوجب الله جل وعلا من الأخذ بالحكمة، والله تعالى يقول: «ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا».. وقال آل الشيخ: «نحن نرى في عموم العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، نرى كيف أدت الأفكار الإرهابية إلى سوء في العاقبة على الدعوة الإسلامية، وعلى مكانة المسلمين والأمة الإسلامية، بل أخرت الدعوة وجعلتنا نحن الدعاة الذين نحرص على التعريف بالإسلام، ونشر دعوة الإسلام في كل العالم نتأخر كثيرا لأجل مواجهة هذه الأفكار الغالية والأفكار الإرهابية». ندوات ضد الغلو الندوات الشهرية التي تقدمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، في مناطق المملكة لتعزيز الوسطية والأمن الفكري ومكافحة الغلو، أوضحت أن المسجد أكثر الوسائل نجاحا في محاربة الغلو والتطرف. ففي مكةالمكرمة طالب الدكتور حمزة الفعر، والدكتور لطف الله خوجة، أئمة وخطباء المساجد بالاستزادة من العلم والمعرفة، وزيادة الاهتمام بترسيخ الأمن الفكري لدى جماعة المسجد، مشيرين إلى أن صدق وصلاح العالم له تأثيره على الناس، خاصة أن هناك علماء لديهم التقوى بدون العلم، وآخرون يملكون العلم دون التقوى، لذا فإن تأثير هؤلاء يكون ضعيفا، مؤكدين أن على أهمية أن يتصف العالم بأمرين ليؤخذ منه، بأن يكون على الشريعة التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يحمل هم الأمة. وأوضحا أن ابتعاد بعض عن الحق يدعو إلى الحوار معهم حتى يعودوا إليه، وأن الحوار المثمر الذي تتحقق معه المعرفة الصحيحة، لا بد من معرفة نفسيات المحاورين، وتحديد الزمان والمكان، وحصر الحوار في الموضوع المختلف فيه، وعدم تشعيبه، ومعرفة وجهات نظر المخالف، والحرص على ما يقارب المحاور من الحق، والبعد عما يخالف ذلك، ومن قبله إخلاص النية لله تعالى. نجاح المسجد وفي محافظة القريات، طالب الداعية الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني، الخطباء بترسيخ الوسطية والاعتدال، ومحاربة الفكر المنحرف، وتربية النفوس، وتعليم العقيدة، وترقيق القلوب، موضحا أن ذلك لن يكون إلا بارتقاء الخطيب بنفسه، من خلال الإطلاع والتنويع والبحث عن ما ينفع الناس، مشيرا إلى أن الكراهية والتكفير والغلو والخروج عن الجماعة، قضايا دخيلة على أهل السنة والجماعة، مبينا أن أصحاب الفكر المنحرف استدرجوا بعض أبنائنا وغرروهم بتلك الأفكار، فأدخلوهم في هذا النفق المظلم، لتنفيذ مخططاتهم. وفي الندوة الثانية، أكد رئيس محاكم منطقة الجوف الشيخ زياد بن محمد السعدون في محاضرته في سكاكا «الأمن الفكري.. المسؤولية الشرعية»، أن الانحراف الفكري مخالف للنصوص الشرعية، مشيرا إلى أن انتشار هذا الفكر لا يعني قصورا من العلماء، ورغم ذلك فإنه يطالب أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الفكر القديم، الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، مبينا أن الفئة الضالة وإن اندثرت بأشخاصها إلا أن فكرها مازال قائما، موضحا أن كل من حمل السيف على المسلمين واستباح دماءهم فهو من الخوارج، ولا يفيده ما زعم من دين وعقيدة، فهم يزعمون الجهاد بالتخريب في بلاد المسلمين، ويبررون أعمالهم من باب التترس، ويلبسون ذلك على صغار السن. الحوار والبناء الفكري ومن جانب آخر، خصص فرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة القصيم عنوان «الحوار وأثره في البناء الفكري الإيجابي» لندواته الشهر الحالي في محافظات المنطقة، حيث تقام بعد غد الاثنين في مدينة بريدة، ويوم الثلاثاء في محافظة رياض الخبراء. وشهد يوما الثلاثاء والخميس الماضيان، محاضرتين في محافظتي عنيزة والرس. وأشار مدير عام الفرع والمشرف العام على الندوات سليمان الضالع أهمية دور الإمام والخطيب في نشر الوعي، والتصدي للأفكار الهدامة، التي تنشر صور الفساد في الأرض، من إرهاب وتطرف وغلو، وأن الخطيب مؤتمن في علاج هذه القضايا، وتصحيح المفاهيم وتوجيهها وفق رؤية صحيحة، وطرح بناء. وأكد مدير مكتب التربية والتعليم في جنوب بريدة عبد الله المرزوق، وعضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور عبدالله أبا الخيل، والمستشار في وزارة الشؤون الإسلامية ومدير مركز الدعوة والإرشاد في بريدة الدكتور عبد الرحمن البليهي، أن الحوار يفقد لغته إذا كان تفكير المتحاورين سلبيا، مشيرين إلى الفرق بين الحوار والجدل، فالأول حديث بين اثنين أو أكثر يقصد كل منهم عرض أفكاره بوضوح، ليفهمها الآخر، أما المجادلة فهي التمسك بالرأي. وأشاروا إلى أخلاقيات المحاور الناجح، منها: الابتعاد عن رفع الصوت أكثر مما يحتاجه السامعون، وأن لا ينعكس المزاج على نبرة الصوت، وإظهار الحق بصورة صحيحة، موضحين أن الحوار يؤدي إلى تشغيل العقل الجمعي للمجتمع، مؤكدين أن ما وصل إليه أصحاب الفكر المنحرف من الانسداد الفكري أدى إلى الإرهاب.