أثارت محاضرة «هاجس الموت في روايات عبده خال .. مؤشرات فكرية ونظرة فلسفية» الدعوة من جديد لقراءة مشروع خال الروائي. المحاضرة التي ألقاها عضو مجلس إدارة النادي سالم الثنيان في لجنة الحوار في نادي حائل الأدبي أخيرا في ثماني صفحات، قال عنها الإعلامي مفرح الرشيدي في مداخلته: «إن مشروع خال يحتاج إلى طرح أعمق مما في الورقة»، الأمر الذي دعا المحاضر إلى القول «كتب الورقة في 30 صفحة ثم اختزلتها إلى ثماني ورقات لتتلاءم مع الوقت المتاح لطرحها»، ورغم الانتقادات التي وجهت للروائي عبده خال إلا أن المحاضر استطاع أن يسيطر على الأجواء بقوله «ليس كل ما يقوله عبده خال صحيحا، ولابد من التفريق بين عبده خال ككاتب خدمات اجتماعية وبين ما يكتبه في رواياته»، مضيفا «تفوقه على 150 مبدعا عربيا تنافسوا على جائزة البوكر التي استحقها عن جدارة تؤكد تفوقه وإبداعه الروائي». وفي مداخلته قال محمد اللويش: «عبده خال ينتصر للطبقة الكادحة ولم يتطور في الجانب الفلسفي»، مضيفا «الحياة الصعبة التي عاشها خال أثرت في كتاباته». وفي الورقة التي ألقاها في المحاضرة وصف الثنيان رواية عبده خال «الموت يمر من هنا» بأنها ملحمة أسطورية، قال في محاضرته «هاجس الموت في روايات عبده خال.. مؤشرات فكرية ونظرة فلسفية» في لجنة الحوار في نادي حائل الأدبي أن هذه الراية ورواية «مدن تأكل العشب»: «روايتان في رواية، تجمع الموت والعشق والألم والأمل وكأنها أناس تمشي على الأرض». وزاد في وصفه لرواية خال «الأيام لا تخبئ أحدا»، «إنها رواية ناتجة من وضع الأيام في مقابل فعل التخبئة، فالموت هنا معنوي نتيجة الخديعة والجرم والخوف والجهل. وعن رواية «الطين» قال: «إن الكاتب برؤية فلسفية عميقة يطرح أسئلة ميتافيزيقية وسيكولوجية حول الموت والحياة»، وعن رواية «نباح» قال: «فراغ الحياة وعدم أهميتها وعبثيتها»، مضيفا «يختلف الكثير حول مسألة الموت وفلسفة الموت بحد ذاتها، فالموت عند خال هو الهزيمة، لذلك يتوجب مواجهة الموت بشجاعة». وحول رواية خال «فسوق» قال: «الموت فيها صادم، فالرواية تدور أحداثها في مقبرة، بينما رواية (ترمي بشرر) يجد فيها الكاتب في بحثه عن الموت». واستعرض الثنيان في محاضرته التي أدارها الإعلامي محمد العنزي، حقيقة الموت في نظر الديانات، مؤكدا أن كل الديانات يحتل الموت فيها مكانة مهمة، إلى جانب الاعتقاد بالألوهية والخلق وتسيير الكون. واختم حديثه مؤكدا أن الإبداع يولد من رحم المعاناة، وأن عبده خال من خلال رواياته هو نتاج تراكم معرفي هائل من التجارب، تجارب الحياة التي مرت به، وما شاهده وسمعه وقرأه.