منذ أعوام طويلة تزوجت من امرأة أحببتها من كل قلبي بعد الزواج، وأنجبت لي العديد من الأولاد، نعيش حياة هادئة بعيدة عن المشاكل والقال والقيل، ومع ذلك أواجه مشكلة كبيرة في حياتي الزوجية مع زوجتي، وهذه المشكلة تتمثل في أني أشعر بالعجز عن إظهار مشاعر حبي لزوجتي، مع أني حاولت كثيرا ومرارا إظهار هذه المشاعر، ولكني للأسف لم أنجح، وعدم إظهار مشاعر حبي لزوجتي قد بدأ يؤثر كثيرا على حياتنا الزوجية، رغم علمها بما يحمله قلبي من حب كبير لها، فهل من علاج لمثل حالتي؟ أبو عيد جدة من المفيد أنك حددت مشكلتك بنفسك، لأن الوعي بالمشكلة أمر مهم جدا، ويوفر الكثير من الجهد في الحل، وقبل الدخول في الحل أتمنى أن تجيبني على هذا السؤال: لو طلب منك رئيسك في العمل السفر لبلد بعيد لحضور دورة تدريبية تعود بعدها لتستلم وظيفة راتبها أعلى من راتب الوظيفة التي تشغلها حاليا، هل كنت ستوافق أم ترفض؟ أعتقد أنني لن أنتظر منك الجواب طويلا، فالأغلب أنك ستقول أقبلها حتى لو كان بها بعض الجهد طالما أن النتائج ستكون لمصلحتي، ونحن بصورة عامة نوافق على عمل تغيير في حياتنا وتكبد التعب لتعلم مهارات جديدة حين نضمن الاستفادة من هذا التغيير ومن هذا الجهد المبذول، اسأل نفسك أخي الحبيب هل أنت تحبها؟ إن كانت إجابتك بنعم، تذكر ما قلته لك وتذكر أنك مستفيد من إظهار مشاعر الحب لها لأن استجابتها ستكون إيجابية وستسعد جدا بكلمات الحب التي ستسمعها منك، وهذا بدوره سوف يعزز عندك الرغبة في معاودة التعبير عن مشاعرك لها، وستبادلك هذه المشاعر وستدخل أنت وهي في دائرة النجاح العاطفي، وسيعزز ذلك ثقتك بنفسك وستشعر بالطمأنينة والراحة، كل هذه المكاسب ستجنيها لو أنك أقدمت على خطة التعبير عن مشاعر الحب لديك نحو زوجتك، بقي أن تتذكر ما يمكن أن يجنيه أبناؤك من شيوع مناخ الحب في بيتك، أما إذا كان هذا البخل نتيجة قناعة وخوف من أنك حين تعبر عن حبك لها سوف تتعالى عليك فهذه قناعة خاطئة وإن كان بعض الرجال يحملونها، تذكر كل هذا وتذكر أنك بهذا السلوك الجديد ستكسب قلب زوجتك، وسيزيد ذلك من حبها لك، وسترفع من قدرك عند ربك، لأنك بالكرم العاطفي معها ستدخل السرور إلى قلبها، بخاصة أن هذا جزء مهم من مسؤوليتك نحوها، وتكون قد نفذت وصية حبيبك المصطفى عليه الصلاة والسلام حين أوصانا جميعا بالنساء خيرا.