بدأ فريقان علميان في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة زياراتهما للمواقع والمعالم المرتبطة بالسيرة النبوية لتوثيقها ميدانيا عبر الإحداثيات الجغرافية الدقيقة والصور الفضائية والفوتوغرافية والأفلام الوثائقية، وذلك ضمن مشروع (الأطلس التاريخي للسيرة النبوية) التي تعمل دارة الملك عبد العزيز على إصداره بعد عامين. المشروع الذي يشرف عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة، يمر في مرحلته الثانية التي استهلت بالرصد الميداني بخمس مراحل قبل إصداره ورقيا وإلكترونيا، حيث تتضمن المراحل: تصميم وإنتاج الخرائط والرسوم البيانية، والمخططات والأشكال والصور، وصياغة المادة العلمية المصاحبة للخرائط والصور والرسوم البيانية، تمهيدا لإعداد الفهارس والمعاجم الجغرافية الملحقة بالأطلس. وأوضح ل «عكاظ» مدير مشروع الأطلس أستاذ التاريخ والحضارة في جامعة الإمام الدكتور فهد بن عبد العزيز الدامغ أن الفريقين مكونان من سبعة باحثين فنيين (4 في مكة، و3 في المدينة)، شرعا بالعمل ميدانيا للتحقق من المواقع التي رصدت عبر الكتب والوثائق، وقال: «الجانب النظري أنجز 100 في المائة، وأصبحت لدينا خلفية واضحة عن كل مواقع السيرة النبوية في المدينتين المقدستين والمواقع الأخرى». وردا على سؤال «عكاظ» عن المواقع لتي اندثرت، قال: «المواقع المندثرة تحدد حسب الوصف الذي ورد في كتب السيرة وتضمينها خرائط الأطلس»، مشيرا إلى أن «من أهداف المشروع تعريف المسلمين بمواقع السيرة النبوية، والتنبيه إلى أهمية الحفاظ على الآثار التي نرجو آلا نتدثر». علمية وفنية الدارة التي تنفذ الأطلس تعمل على أن يصدر في مرحلته الأولى إلكترونيا مع إصدار ورقي خاص مترجم إلى لغات عدة، وفيلم وثائقي عن هذه الأماكن المرتبطة بالسيرة النبوية بعد مراجعته تاريخيا وجغرافيا ولغويا وفنيا من اللجنتين العلمية والفنية، حيث يترأس اللجنة العلمية المركزية والمشروع أمين عام الدارة ورئيس اللجنتين المساندتين في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة الدكتور فهد السماري، حيث حددت اللجنة أن يغطي الأطلس الفترة الزمانية منذ قدوم إبراهيم الخليل عليه السلام إلى موقع مكةالمكرمة وبصحبته زوجه هاجر وابنه إسماعيل عليه السلام، واستقرارهم فيها حتى وفاة الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، بينما يغطي النطاق مكاني كلا من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمواقع المرتبطة بأحداث السيرة النبوية في الجزيرة العربية والبلاد المجاورة لها. محتوى الأطلس يتضمن الأطلس توثيق ما يرتبط بجغرافية السيرة النبوية من مواقع ومعالم من واقع النصوص الواردة في كتب السنة الشريفة، وكتب التاريخ الأصيلة رصدت معالم السيرة النوية ومواضعها وما شهدتها من أحداث في مكة وما حولها، وتتبع طريق هجرته صلى الله عليه وسلم وغزواته وسراياه لنشر الإسلام، وحركة رسائله للملوك والأمراء داخل الجزيرة العربية وخارجها، وأخبار تحركاته في سبيل الدعوة للدين الإسلامي وبناء المجتمع الإسلامي، وأهم المظاهر الحضارية في العصر النبوي في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والتعليمية وغيرها، مع تتبع للأماكن والمواقع التي انتقل لها الرسول صلى الله عليه وسلم في السلم والحرب لتحديدها وفق دقة تتضافر فيها التقنية العلمية الحديثة والأعمال الميدانية المباشرة، وذلك ضمن تغطية الأطلس الموضوعية المقسمة إلى ثلاثة أقسام: الفترة المكية، المدنية من السيرة النبوية الشريفة، والجوانب الحضارية في العصر النبوي وبخاصة في مركز الدولة الإسلامية)، حيث يرصد كل ما شهدته الفترة الزمانية المحددة للأطلس من جوانب اجتماعية، وحياة أسرية في بيت النبوة، والمظاهر الاجتماعية مثل الملابس والأثاث والأطعمة والأشربة والنشاطات الرياضية وغيرها، الجوانب الاقتصادية، والنشاط الزراعي والثروة الحيوانية، وأهم الحرف والصناعات ومواطن التعدين، الجوانب الإدارية في الدولة الإسلامية في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وما يتصل بها من تنظيمات ووظائف، الجوانب العسكرية، الجوانب التعليمية، الجوانب العمرانية، والجوانب الصحية. التوثيق والتحقق يعد الأطلس اختصاصيون يعملون على الاستفادة من النتاج الأدبي والعلمي لعلماء المسلمين عبر العصور المختلفة، ومواصلة رسالتهم العلمية عبر تسخير وسائل التقنية الحديثة لخدمة السيرة النبوية، وتطوير الأبحاث المتعلقة بها، وذلك بالاعتماد على الصور الفضائية، وبرامج نظم المعلومات الجغرافية، وتحديد المواقع بالإحداثيات الدقيقة، وبرامج التقنية الحديثة في رسم الخرائط وتصميم البيانات الإحصائية والأشكال الإيضاحية، يساند ذلك تتبع ورصد ميداني مباشر لمزيد من الدراسة والتوثيق والتحقق.